التصالح مع النفس

قد يتعجب الكثير منا عندما يسمعون ذالك المصطلح العجيب الا وهو التصالح مع النفس فهل انا وذاتى فى حلقه مصارعة حتى احتاج الى التصالح معها بعد عراك طويل ؟ اجل يا ساده فكل منا بداخله صراع مع ذاته و لكن … كيف و متى يحدث هذا الصراع؟؟؟

نجد ان هذا الصراع يحدث عند اختلاف الانسان مع روحه بمعنى اوضح ان ذات الانسان تريد شئ عكس ذالك الذى ينفذه الجسد. وخير مثال على ذالك الطالب الذى يجد نفسه مجبر على دراسه مجال وبالكاد ينجح فيه فى حين انه كان يتمنى ان يدرس مجال اخر كان سيتفوق فيه ويحقق ما يتمناه.و كذالك الموظف الذى يمتهن مهنه لم يكن يريدها فوجد نفسه يعمل بوظيفة تجعله اشبه بالماكينة التى تعمل بلا توقف لتحقق ماهو مطلوب منها تماما دون ابداع او اى انجاز يذكر.

مثال اخر نجد غاندى الذى روى انه حتى فترة العشرينات من عمره كان يحمل الكثير من الغضب والضغينه فى قلبه تجاه شخص المه كثيرا فى حياته واراد ان يرد له الصاع صاعين وينتقم لنفسه.و لكنه وجد ان الشعور بالغضب هو الذى ينغص عليه حياته وامتص كل طاقته الايجابية وليس ذالك الشخص بعينه. و من كل تلك الامثله نجد ان مفتاح عدم التصالح مع الذات هو المشاعر السلبية تلك المشاعر التى تزداد يوما بعد يوم لتغرق صاحبها وتتحول الى هاجس مزعج لا يكاد يفارقه .

فما هو الحل ؟؟ …

فالانسان كثيرا ما يختلف مع ذاته فى شتى المواضيع فهل معنى هذا ان يظل اسير مشاعره السلبية و ان يكون فى مجتمعه عباره عن الة تحركها تلك المشاعر السلبية دون انجاز او تحقيق ذالك النجاح الذى يشعره بذاته و وجوده فى الحياه.

لا تقلق عزيزى القارئ فانك بمجرد ان تشعر بذلك الناقوس الذى يدق بداخلك فهذا معناه انك فى بدايه الطريق السليم لان الوعى بالذات هو ارقى مراتب الوعى وسوف ينتج عنه وعى بالعالم المحيط بك. و العكس تماما سوف يحدث اذا بدر منك تعصب فى اتجاه ما . فالتعصب انواعه كثيره فمنها الدينى ومنها العنصرى ولكن اقساها هو التعصب على الذات وذالك سوف يفيض بك ان تجد نفسك تحمل الاخرين مسؤلية الحياه التى تحلم ان تعيشها.

و السؤال الأهم هنا … كيف الخروج من هذا المازق؟

سوف تجد عزيزى القارئ ان الحل للخروج من ذالك المازق سهل بل انه قريب كل القرب منك كل ما عليك فعله هو ان تستبدل تلك المشاعر السلبية بنقيضها الا وهى الايجابية وان تحرر نفسك من قيود تلك المشاعر السلبية و اليك بعض الخطوات التى من الممكن أن تساعدك لأجل تحقيق التصالح مع الذات التى ترتقى بك نحو الانسجام و الاستقرار النفسى على كافة المستويات :-

  • عليك ان تعرف انه لا يوجد شخص سيئ مطلقا او جيد مطلقا و لكننا جميعا مزيج بين هذا وذاك حيث تؤكد Louise l.Hay فى كتابها You can heal your life ان التسامح هو الحل الامثل لكل مشاكلنا التى تواجهنا سواء مع انفسنا او مع الاخرين لانها تحررنا من الماضى وتطلق سراحنا نحو الحاضر والمستقبل.
  • عليك عزيزى القارئ ان تعتنى بنفسك اجل اعتنى بنفسك انجز شيئا لنفسك فكل شخص لديه القدره على ادخال التغيرات على حياته الخاصه وحياه الاخرين حيث ان التغير يحدث انطلاقا من صغائر الامور.
  • عندما تنتقد نفسك انتقدها لاباس من ذلك ولكن انقدها لبنائها فهنالك فرق شاسع بين النقد البناء والنقد الهادم المدمر
  • عليك وضع نفسك فى مكانها الصحيح وعدم تحميل الخطا اكبر من حجمه وعدم اعطاء الانجاز اكبر من قيمته وهذا سوف يفيض بك الى تحقيق التوازن المقبول بين الجسد والروح
  • يجب أن تدرك جيدا أن مفتاح الانسجام الداخلى هو التعامل بتلقائيه مع النفس بدون تكلف ولا تصنع فلنضرب مثلا على ذلك عندما ترتدى ثوب ضيق عليك ولكنك ترى ان الناس تراه جميلا عليك فهل ستشعر بالراحه بالطبع لا . فى مثل هذا الموقف انت عدو نفسك لاجل ارضاء الاخرين.

و تأتى اهميه التصالح مع الذات حيث انها تفيض الى الصحه الجسديه و العقليه وتحقق التوازن النفسى. و عليك دائما الا تفقد الامل وان تتذكر ان اى عقبة تتعثر بها فى طريقك ليست النهايه وانما مجرد منعطف فى طريقك الى النجاح.

مع خالص تمنياتنا لكم بحياة سعيدة ناجحة …