القلب اليمينى

في يوم من أيام عام 1788 كان طلاب الطب في لندن يقومون بتشريح إحدى الجثث عندما اكتشفوا شيئا غريبا، فقد كانت الجثة طبيعية، ولكن الكبد كان في الجهة اليسرى بدلا من اليمنى، وكان القلب إلى اليمين بدلا من اليسار. ولم يكن هؤلاء قد رأوا سابقا مثل هذا الأمر، فهرعوا إلى أستاذهم الطبيب الأسكوتلندي ماثيو بييلي الذي ذهل هو الآخر، فكتب لاحقا يقول: «إنه لأمر غريب ونادر الحدوث»…

تعرف هذه الحاله بإسم القلب اليمينى Dextrocardia

المشكلة لدى الأشخاص الذين يقع قلبهم على الجهة اليمنى تكمن فقط في الخوف من أنهم أشخاص غير طبيعيين، وتخوفهم من كلام المحيطين بهم…كما لوحظ أن أهل الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة يشعرون بالرعب على طفلهم، ما يراه خوفا غير مبرر، ينعكس سلبا على نفسية الطفل، كونه يمنعه من ممارسة حياته الطبيعية كباقي أقرانه…

وجود القلب في الجهة اليمنى من جسم الإنسان لا يعد تشوها خلقيا.

ويعمل القلب في هذه الحالة بشكل طبيعي للغايه وكأنه موجود على الجانب الأيسر ولا يشكل اي معضلة طبية،ويستطيع صاحبه ان يمارس حياته بشكل طبيعي وأن يعمل في جميع الأعمال والمهن، فضلا عن قدرته على ممارسة جميع أنواع الرياضات التي يريدها.وعلى الأشخاص الذين يحملون قلبا على الجانب الأيمن عدم التخوف من هذا الأمر،… لكن عليهم أن يعرضوا أنفسهم على اخصائى قلب للاطمئنان على وضعهم، حيث ان القلب عندما يكون على الجانب الأيمن يكون مثل المرآة، إذ يمثل انعكاسا كاملا، ويكون اتجاه رأس القلب إلى اليمين، وانعكاسا كاملا في الشرايين الرئيسية.ومن ناحية تشريحية، وتكون الحجرات متشابهة تماما لحجرات القلب على الجانب الأيسر، كذلك البطينين والصمامات.ويستطيع جميع هؤلاء الأشخاص ممارسة جميع نشاطاتهم الحياتية بشكل طبيعي مثل الزواج والحمل والإنجاب، وممارسة جميع أنواع الرياضات…وجدير بالذكر أنه في حالة وجود القلب على الجانب الأيمن من الجسم تكون بقية أعضاء الجسم معكوسة أيضا مثل الكبد.

الأمر غير المبرر الذي يقلق الأطباء هو وجود أشخاص يرفضون الاقتناع بأن من يملك قلبا على اليمين هو شخص طبيعي تماما، وأنه لا يعاني من تشوهات خلقية مستقبلية جراء هذه الحالة المخالفة للطبيعة .