تمثل فترة الخطوبة أهم مرحلة في عمر الفتاة والشاب إذ أنها تعتبر البنية الأساسية واللبنة الأولى لتمهيد مرحلة الزواج؛ لان في هذه المرحلة يكون قد تعرف كل منهما على خصال الآخر وصفاته الحميدة منها والذميمة فيتعرف فيها الشاب على الفتاة وخلقها وطباعها وصفاتها كذلك الفتاة تتعرف عليه تحقيقا لمبدأ العدل الذي أوجبه الله تبارك وتعالى في قوله عز وجل: ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف”.

ولأن الخطبة كما حددها لنا العلماء مل هي إلا ” وعد بالزواج” أي: أن الشاب له الحق في فسخ الخطوبة وللفتاة كذلك الحق, وذلك عندما يجد أحد الطرفين معاناة في التعامل مع الطرف الآخر وضيق في المعاملة وعدم التكيف مع خصال وصفات الطرف الآخر، ففي هذه الإشكالية يكون الحل الأمثل لكل منهما هو فسخ الخطوبة تفاديا لحدوث المشاكل والمشاحنات.

كما انه يمكن أن تفتعل المشكلات في هذه الفترة وهذا لا يعني أن من أجمل الفترات التي يقضيها الفتاة والشاب سويا في حب ودفء خاصة بعد الزواج وهم يتذكران هذه المرحلة ومتعتها والهدايا التي يقدماها لبعض بغض النظر عن المشاكل التي تحدث بينهما وتدور يبقى الحب وحده أقوى من كل هذا؛ خاصة لأنهما كانا في نبوغ شبابهما ولم يخوضا تجربة الزواج التي بالفطرة تمتلئ بالمشاكل والصعوبات والمعوقات الداخلية من تربية الأبناء وتصريف أمور المنزل والمعوقات الخارجية في العمل والراتب الذي لا بقضي لسداد الحاجة والقوت… وما إلى ذلك من هذا القبيل.

hgjhgj

في البداية لابد أن يدرك الشاب والفتاة المقبلين على الزواج أن وجود مشاكل تحدث بينهم ليس هذا بالدليل القاطع على أنهما غير متفاهمين أو غير متكافئين, فليس من السهل أن يكون الشاب والفتاة الذي كل واحد منهم تربى في بيئة مختلفة وتربية متفاوتة وثقافة متباينة أن يكون التوافق بينهما في يوم وليلة أو أسبوع أو حتى شهر, ومن هذا المنطلق تتجلى أمامنا قيمة فترة الخطوبة المثلى في إبراز هذه المشاكل وحلها سواء بالإيجاب أو بالسلب وهو الفسخ، ومن أهم أسباب هذه المشاكل

1. التواصل بين الطرفين يساعد على قضاء فترة خطوبة سعيدة بلا مشاكل

في كثير من الحيان يمر بالشاب والفتاة بمشكلة معضلة وهذه المشكلة تعرقل أمامهم مشوارا طويلا وهو تأجيل فترة الزواج لمدة أطول ألا وهي مشكلة عدم التواصل والتكيف ومن بين ذلك طريقتهم في التحدث والأفكار والثقافة ووجهات النظر المتفاوتة التي تدور في ذهن كل منهما وعدم تعودهم على إيصال كل ما يريده الطرف من الطرف الآخر بطريقته الخاصة وبذلك تحدث بينهما المشاكل والتي يسميها البعض ” عدم وجود لغة حوار وتفاهم بين الطرفين خلال فترة الخطوبة”

ولكن حل هذه المشكلة سهل للغاية؛ خاصة أنهم في بداية ممهدة لطريق الزواج فيريد كل طرف أن يفرض رأيه على الآخر حتى ولو كان بالقوة وليس بالإقناع….فالرجل مثلا يريد أن يفرض رأيه ويجبره عليها حتى ولو كان الأمر هذا خطأ ولكنه يريد فقط أن يثبت لها بأنه الرجل الذي لا بد أن تطاع أوامره وتنفذ رغباته، وعلى الصعيد الآخر نجد أيضا الفتاة تريد أن تسيطر على الرجل كنوع من القوة من جهة أو من الخوف من سيطرته عليها من جهة أخرى.

ولكن كل هذه الأفكار إنما هي أفكار عفوية وان دل على شيء فإنما يدل على قلة الفهم والاندفاع من الشباب كان أو الفتاة؛ لان العلاقة بينهما لا بد أن تكون مبنية في الأساس على الحب والوئام والمحبة والسلام والمودة والرحمة التي أرادها الله أن تكون.

2 . اكتساب الثقة بين الطرفين يساعد على قضاء فترة خطوبة سعيدة بلا مشاكل

وهذا من الطبيعي جدا خاصة أن الفتاة والشاب يكونا قد تعاملا مع بعضهما البعض لأول مرة وهذا يمكن أن يولد في فكرهم مبدأ عدم الثقة من الآخر وهذا الافتقار للثقة يخلق لهم العديد من المشاكل خلال فترة الخطوبة ومن هنا يجب على الشاب والفتاة أن الوقت المتاح إليهم هو وقت صدق وإخلاص ووضوح وصراحة، حتى يستطيعا بناء جسور قوية من الثقة ادعم علاقتهم ببعض وتشبث محبتهم تجاه بعضهما البعض.

3 . المشاركة بين الطرفين

ما أحوج الشاب والفتاة خاصة في فترة الخطوبة إلى المشاركة؛ لكي يدرك كل منهما أهمية الآخر ويعي وعيا جيدا انه في حياته شخصا آخر يشاركه في أموره فرحها وحزنها وان الخطوبة هذه تحتم عليه أن يشاركها كافة تفاصيل حياته وفي هذه الفترة التي يحاول فيها الشاب والفتاة تغيير نمط حياتهم بالكامل؛ حتى تتناسب مع وجود شريك للحياة آخر يتضمن وجوده؛ من اجل بناء حياة تحملها السعادة والتعاون والحب والمودة والرحمة.