ما هى اهمية الدهون الصحية؟

لسنوات عديدة ظل خبراء التغذية ينصحون بتناول الأطعمة التى تحتوى على الدهون الصحية و الإقلال من تلك التى تحتوى على الدهون الضارة ( دهون غير صحية) و قد ظهرت مؤخراً دراسة جديدة تؤكد ان تناول الأطعمة التى تحتوى على الدهون الصحية المفيدة من شأنه أن يساهم بدرجة كبيرة فى الإقلال من عدد حالات الوفاة على مستوى العالم بين من يعانون امراض القلب بمقدار مليون حالة وفاة سنويا .

و على الرغم من كثرة التنبيهات على الإقلال من ادراج الدهون المشبعة ( الدهون الضارة ) داخل وجبات الطعام فلا يزال الباحثون يعاودون تأكيداتهم فى هذا الصدد و ينصحون بإستبدال تلك الدهون الضارة المشبعة بالدهون الأخرى التى تحتوى على سلسلة الأحماض الدهنية الغير مشبعة و المعروفة بالدهون الصحية .

مؤخرا هناك بعض الاكتشافات التى من شأنها إنهاء حالة الفزع العامة لمجرد تناول الدهون بوجه عام بل أن هناك ما يؤكد ضرورة و أهمية تناول أنواع معينة من الدهون لدرجة أن هناك دراسات تؤكد وجود حالات وفيات بين بعض مرضى القلب يرجع السبب فيها الى نقص تناول انواع معينة من الدهون تحديدا الزيوت النباتية و ذلك بحسب تأكيدات دكتور داريش صاحب تلك الدراسة و عميد معهد علوم التغذية فى بوسطن بأمريكا.

ما هى الأطعمة الغنية بالدهون الصحية؟

تتوافر الدهون الصحية الغير مشبعة فى الاغذية التالية

  • الأسماك الدهنية مثل السلمون و الرنجة و الماكريل.
  • فول الصويا و زيت الصويا و زيوت الدرة و عباد الشمس.

تلك الأنواع من الدهون تعمل على خفض معدل الكوليستيرول الضار و عندما يحرص الانسان على تناولها بصورة منتظمة فإنها تقلل كثيراً من إحتمالية الإصابة بأمراض القلب و السكتة الدماغية و ذلك طبقاً لدراسة معتمدة لدى جمعية القلب الأمريكية.

وللمزيد من التفاصيل عن الاطعمة التى تحتوى على الدهون الصحية يرجى مشاهدة الفيديو التالى

ما هى الأطعمة التى تحتوى على الدهون الضارة؟

على الجانب الآخر نجد أن الدهون الضارة او التى تعرف بالدهون المشبعة موجودة فى انواع أخرى من الأغذية يأتى فى مقدمتها اللحوم المختلفة و منتجات الألبان بالإضافة الى المخبوزات و الأطعمة المقلية و التى يدخل فى تصنيعها مواد دهنية.

ما هو تأثير كلاً من الدهون الصحية والدهون الضارة على صحة الإنسان؟

فى عام 2010 قام الدكتور موزفاريون و فريقه البحثى بإجراء دراسة تهدف إلى إيجاد علاقة واضحة بين حدوث حالات الوفاة و تناول انواع معينة من الدهون و قد قام هذا الفريق البحثى بجمع معلومات من 186 دولة تتعلق بأفراد من كافة تلك الدول و نمطهم الغذائى لسنوات طويلة و ملاحظة حالة القلب لديهم انتهاءاً بإحصاء حالات الوفاة لهؤلاء الأشخاص . ثم قام الفريق البحثى بعمل تحليلات بيانية دقيقة لتلك المعلومات لأجل الربط فيما بينها ووجدوا ان هناك ما يقرب من 700 الف حالة وفاة سنويا ( 10% من وفيات مرضى القلب ) تكون مرتبطة بنقص فى تناول الدهن المفيدة مثل زيوت الاوميجا 3 .

على جانب أخر من ذات الدراسة وجد أن ما يرقب من 250 الف حالة وفاة سنويا ( 4% من وفيات مرضى القلب ) تكون مرتبطة بالافراط فى تناول الدهون المشبعة ( الدهون الضارة ). و ضمن نتائج نفس الدراسة فإن 8 % من وفيات مرضى القلب على مستوى تلك الدول كانت نتيجة للإفراط فى تناول الدهون الوسيطة التى تدخل فى صناعة المخبوزات و الحلوي .

و قد لوحظ أن مواطنى الدول المختلفة لديهم أنماط مختلفة من تناول الدهون فعلى سبيل المثال وجد ان مواطنى الدول الغربية أقل استهلاكاً للدهون الصناعية و ذلك نظرا للتحذيرات و التشديدات المستمرة بشأن استخدامها فى إعداد الطعام . بينما مواطنوا أمريكا و كندا هم الأكثر تأثرا بتلك الأنواع من الدهون ( الصناعية ) بحسب احصائيات الدراسة .

أما عن مواطنى دول مثل مصر و روسيا و ألمانيا فقد وجد أن غالبية مرضى القلب لا يتناولون الحد الأدنى المطلوب من الزيوت و الدهون الصحية . بينما فى الفلبين و ماليزيا و بعض المناطق الاستوائية وجد ان مرضى القب فى تلك الدول قد اعتادوا تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة ( الضارة ).

كيف يمكن تفادى اضرار الدهون الضارة ؟

و بحسب ما اسفرت عنه احصائيات و نتائج تلك الدراسة فإنه يظهر بمنتهى الوضوح أن ضبط النمط الغذائى فى ما يتعلق بتناول الدهون هو أمر مهم للغاية و أنه لا يجب ان نغفل عن طبيعة المواد الدهنية التى نقوم بإدخالها إلى أجسامنا.

و بناءاً عليه فإنه يمكن الإقلال من نسب وفيات أمراض القلب بصورة كبيرة جداً إذا ما تم الإلتزام بتناول الدهون المفيدة الغير مشبعة و الإمتناع قدر الامكان عن تناول الدهون الضارة المشبعة.

و ختاماً ننوه ليس فقط على ضرورة التركيز على نوعية ما نتناوله من طعام و دهون بل جدير بنا الاعتناء بأجسامنا بصورة كاملة و خصوصاً مرضى القلب عليهم أن يفكروا جيدا فى ما يتناولونه من طعام و العمل على اقلال الوزن بصورة تدريجية جنبا الى جنب مع نمط حياة صحى يشتمل على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.

مع تمنياتنا للجميع بالصحة و السعادة