المعدة عضو عضلى مجوف من الداخل موجود فى منتصف البطن من أعلى و يتصل بالمرىء من أعلى و من ناحية أخرى تتصل بالإثنى عشر . و يتكون جدار المعدة من 3 طبقات متتالية :

  1. طبقة الغشاء المخاطى الداخلى .
  2. الطبقة العضلية المتوسطة .
  3. الطبقة الخارجية المغلفة .

51c1a5dffd2868da68e918c72bffabcf

 

 

 

ما يعتقده البعض أن المعدة مجرد أنها وعاء يستقبل الطعام القادم إليه من المرىء لكن الواقع غير ذلك فالمعدة لها وظائف متعددة منها ما يلى :

1 . المعدة تعمل على تطهير الطعام من الميكروبات

عن طريق افراز الحامض المعدى ” حامض الهيدروكلوريد ” من خلايا متخصصة فى الجدار الداخلى للمعدة و يقوم هذا الحامض بوظائف عدة منها أنه قاتل لبعض الملوثات التى قد تكون عالقة بالطعام .

2 . المعدة تشارك فى عملية هضم الطعام

عندما تستقبل المعدة الطعام فإنه يستقر بداخلها لفترة تطول أو تقصر طبقا لنوع الطعام و درجة صلابته ثم تعمل انقباضات جدران المعدة على تحريك جزيئات الطعام بداخلها و خلطها بالعصارة الحمضية مما يسهل مرحلة الهضم فى الأمعاء .

3 . المعدة تشارك فى امتصاص الحديد

عند تناول الطعام و اثناء تواجده فى المعدة فإن عنصر الحديد الموجود ببعض الأطعمة يتم امتصاصه عبر الخملات الدقيقةالموجودة داخل الغشاء الداخلى المبطن للمعدة . و الجدير بالذكر ان عنصر الحديد هام و ضرورى جدا لبناء الدم و عند نقصه يصاب الإنسان بالأنيميا .

4 . حجم المعدة غير ثابت

نعم . فيمكن زيادة أو انقاص حجم المعدة !! و هذه من الحقائق التى قد تكون مدهشة للبعض و لكن يبقى السؤال ما الذى يمكن أن يزيد أو ينقص من حجم المعدة ؟

غالبا هناك حجم متوسط لتجويف المعدة لدى كل شخص و هو أقرب لقبضة اليد أو يزيد قليلا لكن مع تناول الطعام أو الشراب تتمدد المعدة أشبه بكيس او بالون منتفخ لتستوعب كمية الطعام او الشراب التى يتناولها الشخص . و لكن مع الافراط المستمر فى تناول المأكولات و المشروبات يحدث ما يشبه الارتخاء فى جدران المعدة و يزداد حجمها و يصبح الشخص مضطرا لتناول كميات كبيرة من الطعام بصورة مستمرة كى يشعر بالشبع و تعتبر هذه الحالة من أسباب السمنة التى تتطلب علاج طبى .

على جانب آخر فإن من يعتمدون نظام غذائى يقوم على تناول كميات معتدلة من الطعام فإن تجويف المعدة ينكمش تدريجيا بحيث يتماشى و يتأقلم مع كمية الطعام التى تصل اليه و لذا فإن من يعانون خلال الأيام الأولى من الرجيم تجدهم كثيرا ما يتأقلمون مع الوضع الجديد بعد مرور فترة من النظام الغذائى و ذلك نظرا لإنكماش حجم المعدة .

تصغير حجم المعدة

جدير بالذكر أن هناك حالات مستعصية يحدث فيها تمدد كبير فى المعدة لا يستجيب لأى نظام غذائى و فى هذه الحالة يتم اللجوء الى تدخلات طبية من شأنها تقليل حجم تجويف المعدة و منها بالون المعدة أو العمليات الجراحية المختلفة لتقليل حجم المعدة مثل تكميم المعدة و تحويل المسار .

 

 

بالون المعدة

بالون المعدة

 

صورة توضح عمليات تصغير حجم المعدة

sleeve-labelledPage

 

و هذه العمليات تجرى الآن بالمنظار الجراحى . و على الرغم من مضاعفات جراحات السمنة إلا أنها فى الواقع قد تحقق نفع كبير و فوائد فى علاج السمنة الشديدة المستعصية بل أنها قد تؤدى إلى علاج مرض السكرى من النوع الثانى .

5 . المعدة بيت الداء

تلك المقولة الشائعة التى يعرفها الجميع حتى العوام هى فى الواقع حقيقة علمية دقيقة فالمعدة تستقبل الطعام الذى يتناوله الإنسان على حالته و الطعام هو وقود الإنسان الذى يحرك أجهزة الجسم جميعها . و فى حال كون الطعام ضار فإنه يؤثر على الجسم .

لذا جدير بنا أن ننتبه جيدا إلى اى طعام قبل أن نضعه فى الفم و يدخل نحو المعدة و يتحول إلى وقود حيوى محرك للجسم و كذلك يجب عدم الإفراط فى تناول الطعام كى لا ترهق المعدة و الجهاز الهضمى و لوقاية من الأمراض الخطيرة الناتجة عن السمنة و فى مقدمتها أمراض السكرى و الذبحة و الجلطات القلبية و السكتة الدماغية و غيرها .

الوسائل التشخيصية الحديثة لأمراض المعدة

لوقت طويل ظل الفحص الاكلينيكى المعتمد على شكوى المريض و اجراء بعض الاشعات التشخيصية هو الوسيلة الوحيدة لتشخيص أمراض المعدة . و لكن مع التطور العلمى و التكنولوجى ظهر للوجود وسائل حديثة للتشخيص أهمها الآن بلا منازع هو المنظار التشخيصى للمعدة و هو أحد أنواع مناظير الجهاز الهضمى .

 

endoscopy

 

و يتم إجراء هذا الفحص بمنتهى اليسر و السهولة عن طريق إدخاله عبر فم المريض ليصل الى معدته مرورا بقناة المرىء و من خلال هذا المنظار يستطيع الطبيب المتخصص ملاحظة أى مشكلات أو أمراض بالمعدة مثل التهاب شديد فى المعدة او ارتجاع المرىء او القرح و الأورام و غير ذلك .

و المنظار التشخيصى غير مؤلم لأنه يتم أثناء تخدير المريض كما أنه لا يوجد منه أى خطورة طالما يتم تحت إشراف طبى و فى مكان مناسب و ملائم و مجهز لهذه الحالات .

جدير بالذكر أن هناك بعض الأعراض التى قد يشعر بها المريض على أنها ألم فى الصدر و ربما يتجه إلى طبيب أمراض قلب فى حين أن السبب الحقيقى لتلك الآلام يكون منشأه المعدة أو المرىء و هنا لا بد من استشارة الطبيب المختص ليقوم بتوجيه المريض نحو الفحوصات المناسبة لمعرفة السبب بدقة و من ثم علاجه بالصورة السليمة .

نصائح هامة للحفاظ على المعدة و الوقاية من أمراض و التهابات و قرحة المعدة

  • عدم الاكثار من تناول الطعام .
  • الحرص على تناول طعام صحى و غير ملوث .
    تناول الوجبات فى مواعيد منتظمة .
  • عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة و يجب أن يكون الفاصل الزمنى بين موعد أخر وجبة و موعد النوم لا يقل عن 3 ساعات .
  • عدم الافراط فى المخللات .
  • الاعتدال فى اضافة التوابل و البهارات الى الطعام .
  • استشارة الطبيب عند الشعور بأى اعراض فى المعدة او الجهاز الهضمى .

مع خالص تمنياتنا لكم بالصحة و السعادة .