دقات القلب

في هذه الأيام تتزايد أعداد المرضي الذين يسقطون صرعي أمراض القلب و الأوعية الدموية ، و أصبحت هذه الأمراض شائعة بين الشباب و الشيوخ دون فرق،و يرجع ذلك إلي تغيير النظام الغذاء الذي تعودنا عليه منذ القدم ، و الاتجاه المتزايد الى الوجبات السريعة و الدسمة و التى تتميز بتركيز في محتوياتها الكربوايدراتية مما ساهم ذلك في انتشار أمراض القلب التي لم تكن معروفة قبل ذلك ، كما ساهمت هموم الحياة العصرية و ضيق الناس بما يسمعونه و يرونه من أخبار كئيبة و حوادث بشعة .. كل ذلك قد ساعد على تفشي أمراض الدم ، و تصلب الشرايين ، و تضخم عضلة القلب ، وانسداد الأوعية الدموية .

لذلك رأينا أن نقدم هنا مائة سؤال و جواب حول هذه الأمراض ، وطرق الوقاية منها و علاجها ، و هذه الأسئلة و الأجوبة هي حصيلة ما وجه منها إلي الأطباء و المختصين خلال المؤتمرات الطبية التي عقدت في العديد من البلاد المتقدمة . و حتى لا نطيل الأمر عليكم كثيرا فقد رأينا أن نقوم بتقسيم تلك الأسئلة و الاجابات الى أجزاء متعددة ليسهل على القارىء الوصول الى ما يريده بسهولة . و فى نهاية كل مقال سيكون بإمكانك أن تجد روابط خاصة بالأجزاء التالية التى تحتوى على باقى الأسئلة و إجاباتها .

 

س1- ما أكثر أمراض القلب و الأوعية الدموية انتشاراً ؟

ج- أكثر أمراض جهاز القلب و الأوعية الدموية انتشاراً عند الإنسان ، هي ارتفاع ضغط الدم ، و تصلب الشرايين و ما ينتج عنه من انسداد قلبي ، و الذبحة الصدرية ، و كذلك عيوب القلب و خاصة الناتجة من الروماتيزم .

 

س2- ما مدي انتشارها بالنسبة إلي الأمراض الأخرى ؟

ج- تشغل أمراض القلب و الأوعية الدموية المكان الأول بين الأمراض المزمنة من حيث انتشارها ، و من حيث قوة تأثيرها الضار على الإنسان ، و كثيراً ما تكون السبب في انخفاض قدرته على العمل ، و تقصير العمر .

وهي في هذا المجال تفوق الأورام الخبيثة ( السرطان )، مع أنها تقل عنها خطورة و صعوبة ، و تسبق بمراحل الأمراض المعدية التي كانت في السابق واسعة الانتشار ، و من ضمنها السل ( الذي كانت له في السابق نسبة عالية من حالات فقدان القدرة على العمل ، ومن الوفيات ) .

أما فيما يتعلق ببعض الأمراض مثل الأنفلونزا ، و التهاب اللوزتين ، و أمراض المعدة و الأمعاء الحادة ، فمع سعة انتشارها ، و بالرغم من مضاعفتها الخطيرة في بعض الأحيان يكون تأثيرها الضار على الجسم من حيث انخفاض القدرة علي العمل أقل بكثير من تأثير أمراض القلب و الأوعية الدموية .

 

س3- هل هناك أسباب عامة لتزيد أمراض القلب و الأوعية الدموية بالنسبة إلي الأمراض الأخري ؟

ج- إن مثل هذه الأسباب كثيرة ، أولها: الانخفاض الكبير في عدد الإصابات بالعديد من الأمراض المعدية ، و خصوصا السل و التيفوئيد ؛ و الدفتريا ، و غيرها ، و التي كثيراً ما كانت تكتسب في السابق طابع الوباء ؛ و لذلك فقد حدث تغير سلبي في النسبة المئوية لمختلف الأمراض من حيث نطاق انتشارها ، و من ناحية ثانية ازداد معدل عمر الإنسان في المدة الأخيرة ازديادا ملحوظا ، و بالتالي ازداد عدد من نصادفهم من المعمرين ، والمسنين ، و كثير من أمراض القلب و الأوعية الدموية ( و بالأخص مرض تصلب الشرايين ) يعتبر نصيباً محزناً للإنسان في خريف عمره ، و علي الرغم من أن هذه الأمراض ليست نتيجة مباشرة للشيخوخة ، إلا أنها تكثر وتتفاقم على مر السنين .

و بالإضافة إلي ذلك فإن حالات الإجهاد العصبي و الإرهاق تلعب دوراً معيناً إذا ما اقترنت بالعوامل الأخري ، التي تمهد لأمراض جهاز القلب و الأوعية الدموية .

 

س4- كيف يمكن فهم أثر الإجهاد العصبي في انتشار أمراض القلب و الأوعية الدموية ؟

ج- إن الأوعية الدموية في جسمنا واقعة كغيرها من الأعضاء تحت إشراف مستمر من قبل الجهاز العصبي المركزي ، و هي على الأخص تتأثر بسرعة و إلي حد كبير ببعض الانفعالات العصبية مثل: القلق،و الخوف،و الفرح ، و الحزن ، و الغضب ، و غيرها .

إن هذه الخاصية تفسر بوجود مراكز ردود الأفعال العصبية هذه في الجهاز العصبي المركزي ، في نفس الموضع الذي توجد فيه المراكز المنظمة لعمل القلب ، و الأوعية الدموية .

و لذلك يقترن الانفعال عادة ببعض التغيرات في عمل جهاز القلب و الأوعية الدموية ، فمن لا يعرف أن الإنسان عند الانفعال يحمر وجهه أو يشحب ( أي يحدث عنده تمدد أو تقلص في أوعية دموية دقيقة معينة ) و يسرع نبضه أو يبطؤ ، و يتغير ضغط دمه إلخ ، و بالطبع غالباً ما تكون هذه الانفعالات قصيرة الأمد ؛ و لذلك سرعان ما تتلاشي التغيرات في عمل جهاز القلب و الأوعية الدموية ، و لكن في بعض الحالات حين تكون المؤثرات العصبية قوية جداً أو متكررة باستمرار ، فإن التغيرات في عمل القلب و الأوعية الدموية لا تتلاشي كلية ، و قد تؤدي إلي ظهور أمراض معينة في القلب و الأوعية الدموية .

 

س5- هل يمكن اعتبار أن الدور الأكبر في نشوء أمراض القلب و الأوعية الدموية يرجع إلي الانفعال بالذات؟ فالانفعال هو من خواص كل الناس في كل الأوقات ، فلماذا ازدادت الإصابات بأمراض ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين و الانسداد القلبي في السنوات العشر الأخيرة ، ولماذا تصيب بعض الناس لا جميعهم ؟

ج- من المستحيل بالطبع أن تخلو الحياة من الانفعالات ، و لا يجوز أن نعتبر أن السبب في انتشار أمراض الأوعية الدموية هو كثرة انفعال الإنسان في هذا العصر ، إذ لا يوجد عندنا ما يثبت أن الإنسان في الماضي كان أقل انفعالا ، ومن المضحك حقاً تصوير الحياة في الماضي كحياة مثالية ، لقد اخذنا الانفعالات فقط كمثال على التأثيرات العصبية على جهاز الدورة الدموية ، ولعل القضية هنا ليست في الإثارات الانفعالية نفسها ، و لكن في طابعها و محتواها ، و بالأخص في كيفية التحكم فيها .

 

س6- ماذا تعني هذه المفاهيم ؟

ج- للتوضيح يمكن أن نورد ما قاله في هذا المجال أحد مشاهير أطباء القلب عندما اعتبر أن التوتر الانفعالي غالباً ما يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم ( أي رد فعل على شكل ارتفاع في ضغط الدم ) أكثر وضوحا و ثبوتاً ، إذا كان هذا التوتر مستمراً أو إذا كان رد الفعل على المؤثر ناقصاً ( أي عندما يكبح الإنسان جماح نفسه وانفعالاته ) و يعتبر هذا الطبيب أنه في مثل هذه الظروف بالذات يحدث خلل في النشاط العصبي العالي يؤدي إلي ظهور مرض ارتفاع ضغط الدم ، و الكل يعرف أن بعض الناس ( يهدءون بسرعة ) أي أن رد الفعل العصبي و النفسي يخمد بسرعة و لو كان رد الفعل حاداً و كبيراً ، و في الحياة يمكن ملاحظة ظاهرة فريدة و هي أن الناس الذين يبدون رد فعل سريع و قوي على مؤثر عصبي ، غالباً ما يهدءون بسرعة كما لو أن الشرط في خمود رد الفعل كامن في حدة ظهوره ، أما الناس الذين يبدون لنفس المؤثر العصبي رد فعل أبطأ فإنهم يحملون في نفوسهم آثاره لمدة طويلة ( أي لا يمكنهم أن يهدءوا مدة طويلة ) و لقد أعطي أحد كبار علماء الفسيولوجيا تفسيراً علمياً لهذه الخواص النوعية للجهاز العصبي مقسماً الأخير إلي النوعين المتحرك و الخامل .

 

س7- ما ذا يعنى بالإثارة العصبية ( غير المستجابة ) ؟

ج-كل منا يعرف أن الإنسان عند الإنفعال الشديد (يخفف عن نفسه) عن طريق الإكثار من الكلمات ،أو الإشارات ، أو يبدأ في الخطو السريع من زاوية لأخرى ، و عند بعض الناس يكون رد الفعل على صورة دموع .

كان الإنسان البدائي إما أن يقتل من أهانة ، أو يهرب منه ، أما الحضارة المعاصرة فتري في الإنسان المقدرة على كبح أحاسيسه و تعلمه ضبط النفس ، أو بمعني آخر كبح الاستجابات البدائية على الانفعال .

و هذا لا ينطبق فقط على ما يسمي بالانفعالات السلبية ( الخوف و الغضب و غيرها ) ، بل و علي الانفعالات الإيجابية ( الفرح و المرح ) ، و من الأفضل للإنسان من الناحية الاجتماعية أن لا يتمادي في إبراز انفعالاته ، لأن ذلك يعيق العلاقات مع الناس ، و يعطل العمل في الإنتاج أو في الخدمة ، و يعكر الصفو العائلي .

إن ضبط النفس ، وكبح ردود الفعل العصبية ، و إخضاعها للقواعد العامة أكثر إفادة للمجتمع ، أو بعبارة أخري: إن تحكم الإنسان في انفعالاته يلعب دوراً كبيراً في المجتمع الحديث ، و لكن ضبط النفس هذا أو التحكم في ردود الفعل العصبية لا يأتي إلي الإنسان بالفطرة ، بل تكونه التربية و أشكال الحياة الجماعية ، و هو يحتاج إلي طاقة عصبية كافية لكبح هذه الإثارة الناتجة عن الانفعال ، و تكون عملية ضبط النفس عند بعض الناس كاملة تقريباً ،و تحدث بصعوبة ، و تكون ناقصة عند البعض الأخر ، و عندئذ بدلا من أن تخمد الإثارة الناتجة عن الانفعال و تتلاشي ، و الاستستمر في البقاء بشكل أو بآخر و تكون ما يسمي ( بمنبع الإثارة الدائم ) .

 

س8- إذا كانت الانفعالات الناقصة الاستجابة و ظهور ( منابع دائمة ) في الجهاز العصبي المركزي تؤدي في رأي ( ج . ف لانج ) إلي ارتفاع ضغـط الـدم ، و هـو من أكثر أمراض القلب و الأوعية الدموية انتشار ، فهل هـذا يعني أن ردود الفعل البدائية ( التفريغ ) عـلى الانـفـعـال أكـثـر إفـادة للجـسـم ، بينما يكلـف ضـبط النفس و كبح جماع الإنسان غالباً ؟

ج- لا تستطيع الإنسانية التخلي عن الأشكال الجديدة للحياة ، و تعاود القهقهرة ، و إذا افترضنا أن الحياة في المجتمع البدائي من ناحية الوقاية من مرضي ارتفاع ضغط الدم قد تكون أفضل (و يمكن افتراض أن هذا المرض لم يكن موجوداً في ذلك العصر ) ، فمن المحال الرجوع إلي أشكال الحياة غير الملائمة لمتطلبات الإنسان المعاصر ، إن الهدف هنا هو إيجاد وسائل أكثر إتقاناً ؛ لتخفيف التوترات الانفعالية ، تتفق و متطلبات الثقافة ، و تعتبر الرياضة من بين هذه الوسائل ذات أهمية خاصة . فالكل يعرف جيداً أنه يكفي أن يقوم الإنسان في لحظة الأنفعال أو يتلاشي ( و هذا معروض حتى في الأفلام السينمائية ) و للموسيقي ، كذلك ، أثرها في التهدئة، و كثيرا ما تهدئكم لوحة رسام أو نظرة إلي منظر طبيعي جميل . و علي وجه العموم ، فإن الفنون و الانطباعات الجمالية تعطي الإنسان المعاصر تخفيفا أكبر مما يعطيه الصراخ أو العراك بالأيدي، الذي يستعمله الإنسان البدائي .

إن كان الانصراف عن المؤثر يسبب الهدوء ، و إذا لم يكن بالمستطاع أن ينشغل الإنسان أثناء العمل بالموسيقي أو الفن ، فقد يكون من المفيد تغيير ذلك العمل و لو لفترة قصيرة ، أو تغيير الظروف التي يعمل فيها ، إن ضبط النفس أو التجلد لا يؤدي إلي نشوية منابع دائمة للإثارة ، إن القدرة على ضبط النفس تأتي عن طريق التدريب والتربية ، إن تعليم الناس هذه الخصال أي تربيتهم على قواعد السلوك منذ الطفولة هو أحد مهام الوقاية من الخلل العصبي ، الذي يشكل قوام أمراض القلب و الأوعية الدموية المنتشرة .

 

س9- هــل فـي الإمـكـان إيراد أمـثلة ملـمـوسـة توضـح أهـمـية المؤثرات الـعـصبـيـة الانفـعـالـية فـي نشـوء أمـراض القلب و الأوعية الدموية ؟

ج- في الإمكان سرد الكثير من الأمثلة لكننا سنشير فقط إلي بعضها ، التي تعتبر من الناحية العلمية أكثر إقناعاً ، فمثلا في أثناء الحرب و ضرب المدن : يلاحظ ارتفاع ضغط الدم لدي الناس ، و ذلك بعد كل قصف للمدينة ، أو ضربها بالقنابل من الجو ( كما يحدث في العراق أو فلسطين )، ففي أحد الأيام سقطت إحدى القذائف على غرفة في أحد المستشفيات ، وقتلت أحد الجرحى ، و كانت طبيبة شابة قد انتهت من فحصه منذ لحظات ، و لقد ، اخترقت القذيفة البناية إلي الطابق السفلي حتى القبو و لكنها لم تنفجر ، وبعد مدة وجيزة ألم الطبيبة صداع حاد ، وبعد خمسة أيام عندما قيس ضغط دمها ، اتضح أنه مرتفع جداً يصل إلي حده الأعلى الذي ظهر بهذا الشكل عدة أشهر، وكانت صحة المرأة قبل ذلك جيدة ، وكان ضغط دمها عادياً .

و بالإمكان سرد عدد كبير من حالات ظهور ارتفاع في ضغط الدم بعد كوارث مختلفة و صدمات نفسية و غير ذلك ، و يعرف الأطباء أيضاً حالات ظهور بدايات ذبحة صدرية، و حتى حالات الانسداد القلبي تحت تأثير صدمات عصبية .

س10- هل تم الحصول على هذه النتائج في التجارب التي أجريت على الحيوانات عن طريق التأثير العصبي عليها ؟

ج- إن أكثر التجارب وضوحاً هي التي أجريت على القرود ، و يصيب ارتفاع ضغط الدم القرود أكثر من بقية الحيوانات ، و لكن بدرجة أقل مما يصادف عند الإنسان ، و لقد أثبت علماء إحدي محطات التجارب الطبية و البيولوجية أن الإثارات العصبية الانفعالية المتكررة للقرود تؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم عندها لمدة طويلة ، يشبه إرتفاع في ضغط الدم عند الجرذان عن طريق تأثير الضجيج ، و عند الكلاب في التجارب على طريقة بافلوف بإحداث خلل في الأفعال المنعكسة الشرطية .

و لقد أجريت تجارب على القرود بتعريضها لمؤثرات عصبية أدت إلي الانسداد القلبي عندها ، نتيجة لتقلص شرايين القلب (انقباضها) لمدة طويلة .

 

س11- حتى الآن دار الحديث عن التأثيرات العصبية التي تسبب الارتفاع في قابلية الإثارة الانفعالية . رب ســائل يـسـأل : هل يلعب الإرهـاق الـذهـني دوراً في نشـوء هـذه المجـمـوعة مـن الأمـراض التي نحـن بصدد دراستها ؟

ج- بدون شك يلعب ، وهذا واضح من الواقع التالي و هو أن ارتفاع ضغط الدم ، و تصلب الشرايين و الانسداد القلبي يلاحظ أكثر نسبياً عند الأشخاص الذين يقومون في مجال محدود بأعمال تتطلب المزيد من المجهود الذهني ، فمن المعروف أن ضغط الدم يرتفع بعد العنل الذهني المستمر وقتاً طويلا ، و أثناء الإجهاد الزهني .

و في الليل عندما تستريح قشرة المخ ينخفض ضغط الدم ، لقد أوضحت بعض التجارب الخاصة أن ردود الفعل التي تقترن بارتفاع في ضغط الدم تظهر بسهولة و بصورة أكثر ؛ بسبب المؤثرات الكلامية ، فالكلمة هي أبرز المؤثرات الخاصة المسببة لردود الفعل العصبية من جانب الأوعية الدموية ، فضغط الدم يمكن أن يرتفع كثيراً بتأثير فكرة أو كلمة واحدة ، و في التجارب التي تجري على الحيوانات ، و في أثناء العمليات الجراحية في دماغ الإنسان ثبت أنه يوجد في قشرة شطري المخ الكبيرين عدد غير قليل من المناطق أو النقاط التي عند التأثير فيها تؤثر إلي حد كبير جداً في حالة جهاز الدورة الدموية .

 

س12- في هذه الحالة ، هل يمكن افتراض أن الإجهاد المفرط لنشاط الإنسان العقلي و العاطـفي – النفـسي في الظروف المعقدة الجديدة للحياة بتقدمها التكنيكي ، و بوتائرها المتزايدة بسرعة ، و بمـشـاكلـها الإجتماعية الحادة، و غيرها من مظاهر الحضارة الحديثة ، يلعـب دوراً في انتشار هـذه المجـمـوعة من أمـراض الأوعية الدموية ؟

ج- إلي حد ما نعم ، و لكن بشئ من التحفظ ؛ إذ أن المسئول ليس هو الحضارة نفسها ، بل تلك الأشكال غير المتقنة التي رافقت تطورها أو بعض نواحيها المعرضة للتغير أو للزوال ، فالضجيج الشديد ( ضجيج المحركات أو المذياع أو مكبرات الصوت و غيرها ) الذي يحيط بنا في الوقت الحاضر يؤثر في الإنسان ، و يساعد على ارتفاع ضغط دمه ، و لكن من السهل أن تفهم أن هذا الضجيج ليس أساساً بل نتاجاً ثانوياً لنمو المجتمع ، في الإمكان إزالته من حيث المبدأ بدون إلحاق ضرر بالحضارة نفسها ، و بالإضافة إلي ذلك فإن التطور التكنيكي الذي أنسأه الإنسان يوفر له ظروفاً معيشية ، لم تكن موجودة في أي من المجتمعات السابقة ، بينما بقي جسم الإنسان خلال هذه الآلاف العديدة من السنين على حاله ، و هو لا يزال يحتاج إلي عمل عضلي ؛ و لذلك فإن تكيفه يتأخر نوعاً ما عن وثائر تطور المجتمع و العلم و التكنيك : فإذا كان يجب على الإنسان في المجتمع البدائي أن يملك عضلات نامية و قوية فإن عليه الآن أن يعوض عن النقص النسبي في استعمال العضلات عن طريق التمارين الرياضية .

 

س13- بهذه المناسبة تنشأ مسألة مدي انتشار هذه الأمراض في البلدان الرأسمالية و البلدان النامية و بالطبع – للمقارنة – يجب أخذ بلدان قريبة من حيث مستوي التطور التكنيكي و الثقافي ؟

ج- إذا أخذنا الولايات المتحدة الأمريكية كمثال على بلد رأسمالي ، و مصر كأحد أقطار العالم النامي فيمكننا القول بأن : انتشار مرض ارتفاع ضغط الدم ، و تصلب الشرايين في البلد الأول أكثر من البلد الثاني بكثير . فالتظاهر أن التناقضات الاجتماعية و الاقتصادية الحادة و غيرها من مميزات النظام الرأسمالي ، تساعد على نشوء هذه المجموعة من الأمراض ، وإن كان لا يجوز استبعاد تأثير عوامل أخري مثل التغذية التي سيأتي الحديث عنها .

 

س14- كيف تؤثر الحرب على انتشار هذه الأمراض ؟

ج- كانت الحروب موجودة في جميع مراحل التاريخ ؛ و لذلك فالمقارنة في هذا المجال صعبة ، و لكن كل العلماء الأطباء يشهدون بالأزدياد الكبير جداً في أمراض القلب و الأوعية الدموية الذي لوحظ فور انتهاء الحربين العالميتين الأولي و الثانية ، و يمكن ذكر بعض الحقائق البارزة ، في أثناء الحرب العالمية الثانية ثبت أن ضغط الدم عن المحاربين في الخطوط الأمامية من الجبهة في المتوسط ، أعلي مما عند المحاربين في المؤخرة ، و بعد رفع الحصار عن مدينة ما أصبح ضغط الدم عند سكانها أقل منه في أيام الحصار .

 

س15- إذا كان العصاب ( العصبية الشديدة ) يشكل قوام مرض ارتفاع ضغط الدم و الأمراض القريبة منه فما هو وجه الاختلاف بينه وبين الأنواع الأخرى من العصاب – الهستيريا و النيفراستينيا والبسيخاستينيا ، و هل تؤدي الهستريا أو النيفراستينيا إلي ارتفاع في ضغط الدم ؟ يبدو أنه لا يوجد ارتباط مباشرة بين هذه و تلك من أشكال العصاب .

ج- صحيح ، إن الأنواع ( الكلاسيكية ) من المصاب مثل الهستيريا و النيفراستينيا من ناحية ، و ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين من ناحية أخري ، هي أمراض مختلفة كل الاختلاف ، ولا توجد أية معطيات تشهد على أن المرضي المصابين بالهستيريا أو بالنيفراستينيا يصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم أكثر من غيرهم ، أو يحدث عندهم انسداد في عضلة القلب قبل الآخرين ، و يمكن القول أيضاً بأن الكثير من الأمراض النفسية العادية الأخرى المسماة بالأمراض العقلية لا يؤدي عادة إلي ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين ، فعلي الأقل ، إن أمراض القلب و الأوعية الدموية عند مثل هؤلاء المرضي ليست أكثر انتشاراً مما هي عليه عند الأصحاء نفسياً .

 

س16- ما وجه الاختلاف هنا ؟

ج- يمكن الاختلاف في أن العصاب في حالات مرض ارتفاع ضغط الدم يشمل تلك الأجزاء الخاصة من الدماغ المحتوية على المراكز المنظمة لعمل القلب و الأوعية الدموية ، بينما في حالة النيفراستينيا أو الهستيريا يكون هذا العصاب ذا صفة مختلفة و موجودا في مكان آخر ، و بهذا الشكل فارتفاع ضغط الدم ليس مجرد عضاب ، بل هو عصاب موجه نحو جهاز الدورة الدموية .

إن الإختلالات العصبية أثناء مرض ارتفاع ضغط الدم تتميز بأنه يحدث أثناءها خلل في التأثير المتبادل الطبيعي ، القائم بين قشرة المخ و أعضاء الإنسان الداخلية .

 

س17- يجب التسليم بأن هذا الشرح يبدو غامضاً و تجريدياً بعض الشئ ، فليس من المفهوم لماذا ينتهي الأمر في بعض حالات العصاب دون مشاركة جهاز القلب و الأوعية الدموية ، بينما يختل عملها بالذات في الحالات الأخرى ، ألا يدل ذلك على وجود اختلافات ملموسة في عملية نشوء الأمراض المختلفة بالرغم من أن لها مسببا واحداً هو العصاب ؟

ج- لابد طبعاً من وجود اختلافات ، و لكن طبيعتها لا تزال غير معروفة لدينا تماماً ، أن هذه الفقرة لا تزال بمثابة بقعة بيضاء على خريطة دراسة مرض ارتفاع ضغط الدم ، فالواضح فقط حتى الآن أن الخلل العصبي المؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم يتعلق عادة بحدوث خلل في النشاط الانعكاسي في مجال الانفعالات المنعكسة المسماة بأفعال الوقاية أو الحماية المنعكسة ( لا أفعال الغذاء أو التناسل .. الخ ) ، فقرحة المعدة و الأثني عشر مثلا تنجم في الأغلب عن تشويش للأفعال المنعكسة الغذائية ، المرتبطة بعمل المعدة عند اختلال وتيرة و ظروف التغذية ، إن ارتفاع ضغط الدم و غيره من أمراض الأوعية الدموية مرتبط بوضع الإنسان في المجتمع و بالعلاقات المتبادلة بين الناس .

فعند الخوف أو الفرح أو القلق أو غيرها من ردود الفعل العاطفية تؤثر الأفعال المنعكسة الوقائية في قابلية الإثارة لدي ما يسمي بالجهاز العصبي السمبثاوي ، أي ذلك الجهاز الذي ينظم بصورة أساسية عمل الأعضاء الخارجية ، ويقترن هذا بإفراز بعض الهرمونات و بالأخص هرمونات الطبقة المخية للغده الكظرية ، الأمر الذي يؤدي إلي انقباض الأوعية الدموية الدقيقة لبعض الأعضاء ( و بالأخص الكلي ) ، و إلي ارتفاع ضغط الدم و تنشيط عمل القلب ، إذن فإن ذلك العصاب الذي يتأثر عنده الجهاز العصبي السمبثاوي و الجزء المرتبط به من الغدة الكظرية بسرعة و بشدة يكمن في أساس مرض ارتفاع ضغط الدم .

 

س18- أصبح الوضع الآن أكثر وضوحا ، و لكن ألا توجد حالات مرضية يرتفع عندها نشاط العصب السمبثاوي دون أن يكون لها أية علاقة بارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين ؟

ج- توجد أمراض شبيهة مثلاً بمرض جحوظ العين الدرقي ( تضخم الغدة الدرقية مع زيادة إفرازها ) ، إن الارتفاع في ضغط الدم موجود في هذه الحالة مع أن له في الحقيقة صفة أخري ، و يستنتج من هذا أن ازدياد نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي هنا ليس عاملا أساسياً ، بل هو عامل مؤقت ، و في حالة مرض بازيدوف توجد عوامل أخري تخفف من تأثير الجهاز العصبي السمبثاوي في الأوعية الدموية .

 

س19- كيف يقدر بصورة عامة دور جهاز الغدد الصماء في نشوء المجموعة المشار إليها من أمراض القلب و الأوعية الدموية ؟

ج- يلعب تأثير الغدد الصماء ( أو التأثير الهرموني ) دوراً معيناً ، بالرغم من أن ارتفاع ضغط الدم ، و تصلب الشرايين ، و الانسداد القلبي في حد ذاتها ليست من الأمراض المسماة بأمراض الغدد الصماء .

إن انقطاع الطمث عند المرأة أي عند بلوغها سن اليأس يساعد على ارتفاع ضغط الدم ، و الأرجح أن سن اليأس ( التي تنشأ عند كل امرأة مع مرور الأيام ) بحد ذاتها لا تؤثر في ارتفاع ضغط الدم ، بل الذي يؤثر هو ظهور عصاب سن اليأس و بالإضافة إلي ذلك هناك أنواع من ارتفاع ضغط الدم تظهر في حالات أمراض الغدد الصماء كعرض من أعراض المرض ، إلي جانب غيرها من أعراض إصابة معينة للغدة الكظرية ( هذه حالات نادرة لتكون أورام من النسيج الغددي في هذا العضو يرافقه إفراز كمية كبيرة من الهرمونات في الدم تؤدي بدورها إلي ارتفاع ضغط الدم ).

 

علاح ضغط الدم,علاج ارتفاع ضغط الدم,كيفية علاج ضغط الدم بطرق طبيعية,مشروبات لعلاج الضغط,تداووا

س20- و بالتالي هل توجد هرمونات تسبب ارتفاع ضغط الدم ؟

ج- هنالك هرمونات باستطاعتها أن ترفع ضغط الدم ( بالأخص كما سبق ذكره ، هرمونات الغدة الكظرية ) ، و لكن هذا لا يعني وجود هرمون معين يؤدي إفرازه بكثرة إلي ظهور مرض ارتفاع ضغط الدم .

إن العلم لا يعرف مثل هذا الهرمون ، و الهرمونات الرافعة لضغط الدم لا تكتشف دائماً في الدم في حالة مرض ارتفاع الضغط ، فهي تظهر فقط أثناء اشتداد المرض ( النوبات ) بكميات ضئيلة ، إن لهذه الهرمونات أهمية إضافية في نشوء مرض ارتفاع ضغط الدم .

س21- هل يوجد اختلاف في الآراء حول هذا الموضوع في علم الطب ؟

ج- نعم يوجد ، فبعض العلماء يعيرون أهمية بالغة لعامل الغدد الصماء في نشوء حالات ارتفاع ضغط الدم . و هم يعتبرون أن الإجهاد العصبي الذي يصيب الإنسان يؤدي فسيولوجياً إلي الإكثار من إنتاج هرمونات الغدة الكظرية ، فإن كان هذا الإجهاد شديداً جداً كان إفراز الهرمونات بكميات هائلة ؛ مما يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم ، و هم يفسرون المعطيات السلبية حول تراكم الهرمونات في الدم أثناء ارتفاع ضغط الدم بسرعة امتصاص هذه الهرمونات من قبل الأنسجة و جدران الأوعية و غيرها ، كما يفسرونها بعدم دقة الطرق المستعملة في تحديد هذه الهرمونات .

 

س22- ألا توجد عوامل كيماوية أخري يفسر بها نشوء ارتفاع ضغط الدم ؟

ج- نعم ، يوجد عامل كيماوي دموي له أهمية كبيرة في ظهور ارتفاع ضغط الدم ، فلقد ثبت منذ زمن بعيد أنه يلاحظ ارتفاع في ضغط الدم في حالات بعض أمراض الكلي مثل التهاب الكلي ، إن هذه الظاهرة خاصة بإصابة أوعية الكلي الدموية ، و هي طبيعية لدرجة أنه و لفترة طويلة من الزمن ، كان يظن أن عند المرضي المصابين بارتفاع ضغط الدم مرض في الكلي مع أنه لم يكن هناك أي تغير في تركيب البول أو أي عرض من الأعراض الخاصة بأمراض الكلي ، و كانوا في السابق لا يعتبرون هذا المرض الذي نسميه اليوم بمرض ارتفاع ضغط الدم مرضا منفردا ، بل كانوا يعتبرونه نتيجة لإصابة خاصة لأوعية الكلي ، يظن بأن عرضها الوحيد يجب أن يكون ارتفاع ضغط الدم .

لقد وجد في الوقت الحاضر تفسير لارتفاع ضغط الدم في حالة أمراض الكلي ، فلقد ظهر أنه يتكون في الكلي ، في ظروف افتقارها للدم ( نتيجة لأمراض أوعية الكلي أو بطريقة أخري ) هرمون خاص – رينين – الذي باتحاده مع أحد بروتينات الدم ، يكون مادة جديدة تسبب انقباضاً في الأوعية الدموية ، وارتفاعاً في ضغط الدم .

 

س23- هل يتكون الرينين أثناء مرض ارتفاع ضغط الدم ؟

ج- بما أن في حالة ارتفاع ضغط الدم تكون الأوعية الدقيقة لبعض الأعضاء و من بينهما الكلي في حالة انقباض ؛ لذلك فإنه ينتج بعض النقص في الدورة الدموية للكلي مما يساعد على تكون الرينين .

و هكذا تنضم الكلي إن جاز القول في حالات ارتفاع ضغط الدم إلي سلسلة تطور المرض ، و في بداية مرض ارتفاع ضغط الدم لا يكون هنالك أي خلل من ناحية الكلي .

س24- و لكن ألا يجوز أنها تلعب بالرغم من ذلك دوراً ما ؟

ج- نعم ، ففي المراحل الأخيرة من مرض ارتفاع ضغط الدم حين يحدث خلل كبير في تزود الكلي بالدم يجب أن يعمل الرينين المفرز على زيادة ارتفاع ضغط الدم أو استقراره ، و بعد ذلك تظهر على الكلي علامات التصلب ، و يمكن أن يختل عملها في إفراز البول اختلالا كبيراً فيصبح ضغط الدم أكثر ارتفاعاً و ثبوتاً بالإضافة إلي أن المواد المضرة للجسم التي لم تفرزها الكلي تأخذ في التراكم في الدم ، مما يؤدي إلي التسمم الذاتي على شكل مرض خطير يسمي أوريميا أي التسمم البولي .

س25- يستنتج مما ذكر أعلاه أن في حالة مرض إرتفاع ضغط الدم تحدث ظاهرة ارتفاع ضغط الدم في

البداية ، بينما تصاب الكلية في مرحلة متأخرة ، في حين أنه في حالة إصابة الكلية بمرض من الأمراض يكون ارتفاع ضغط الدم في مرحلة لاحقة أليس كذلك ؟

ج- بلي . هذا صحيح و من الضروري التأكيد على وجوب فحص الكلي فحصاً دقيقاً في كل حالة من حالات ارتفاع ضغط الدم ، فغالباً ما تظهر أمراض الكلي في البداية على صورة مرض ارتفاع ضغط الدم ، و من الواضح أن توضيح هذا السؤال له فائدة عملية مباشرة ، فعند اكتشافنا للمسبب الحقيقي لارتفاع ضغط الدم عند أحد المصابين على شكل هذا المرض أو ذلك من أمراض الكلي ، يتوجب علينا أن نوجه العلاج بالطريقة الملائمة ، فكثيراً ما تكون سبب ارتفاع ضغط الدم التهابات مزمنة في حوض الكلي ناتجة بفعل المكروبات ، و في هذه الحالات يؤدي العلاج الدائب إلي الشفاء من هذه الالتهابات ، فيتلاشي الارتفاع في ضغط الدم دائماً .

 

س26- يظهر أنه يجب التمييز بين الأشكال المختلفة لارتفاع ضغط الدم من حيث المنشأ ؟

ج- نعم ، يجب أن نميز أولاً بين ارتفاع ضغط الدم كمرض ( مرض ارتفاع ضغط الدم الذي تكمن في أساسه اختلالات عصبية أولية ) و ثانياً بين ارتفاع ضغط الدم كعرض من أعراض أمراض الكلي ، و الغدد الصماء،و غيرها.

 

س27- و إلي أي من هذه الأشكال ننسب ما يسمي بارتفاع ضغط الدم الخبيث ؟

ج- نحن نطلق هذه التسمية على الأشكال الخطيرة من أشكال مرض ارتفاع ضغط الدم التي تتقدم بسرعة ، إن الأشكال العادية من المرض التي تتقدم ببطء تستمر سنوات كثيرة ، في المتوسط 20-25 سنة ، بينما كانت الحالات الخبيثة تؤدي في الماضي إلي الموت خلال سنة ونصف – 3 سنوات فقط ، و في الوقت الحاضر ، و مع ظهور طرق جديدة فعالة في العلاج ، و بفضل التشخيص المبكر للمرض أصبحت عاقبة الأنواع الأخيرة هذه ( و كذلك الأنواع العادية من مرض ارتفاع ضغط الدم ) أقل خطورة بكثير ، و بدون شك قد يفقد المرض ما له من سير خبيث ينتهي حتى بالشفاء .

و يجب القول بأن الارتفاع الخبيث في ضغط الدم قد يلاحظ عند الشباب ، أضف إلي ذلك أنه من المحتمل أن تسري تلك الأنواع من ارتفاعات ضغط الدم الناتجة كظاهرة لاحقة لحالات أمراض الكلي ، و المجاري البولية ، أو في حالة وجود عاهات خلقية في هذه الأعضاء سيراً خبيثاً .

و تذكر أن بعض الأطباء يعتبرون الارتفاع الخبيث في ضغط الدم مرضاً ذا طابع خاص ، لا كأحد احتمالات سريان مرض ارتفاع ضغط الدم ، إن وجهة النظر هذه بالكاد أن تكون صحيحة .

 

س28- لم يذكر شئ حتى الآن عن القابلية للإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية،هل يلعب هذا دوراً ما؟

ج- بلا شك توجد ظروف تساعد على ظهور ارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين ، بعضها يحمل صفة وراثية منذ الولادة ، والآخر عبارة عن تغيرات مكتسبة أثناء الحياة ، تساعد على نشوء المرض .

لقراءة المزيد من الاسئلة و الاجابات اضغط هنا