هل الصفراء فى حديثى الولادة مرض ام تغير طبييعي ؟؟

من الحالات التى تحتاج من الأم إلى مراقبة دقيقة ورعاية هي “الصفراء” التى تصيب عددا كبيرا من المواليد وتحتاج فى بعض الأحيان إلى دخول الطفل فى حضانة عندما ترتفع نسبتها فى الدم., و تعرف بالصفراء الفسيولوجية .

ما هي انواع الصفراءالصفراء الفسيولوجية التى تصيب الأطفال حديثى الولادة ؟

نوع من الصفراء التى تصيب حديثى الولادة وهي أبسطها وتصيب 50 % من المواليد فى جميع أنحاء العالم وهى نسبة عالية. إذا عرفنا أن عدد المواليد فى مصر هو مليون و200 ألف نسمة سنويا يمكننا أن نتوقع 600 ألف حالة، وهؤلاء لا يحتاجون للعلاج أصلا لأن الصفراء الفسيولوجية ليست مرضا بل هى ظاهرة طبيعية منتشرة تحدث لنصف مواليد العالم.

ما هي أسباب الصفراء الفسيولوجية التى تصيب الأطفال حديثى الولادة ؟

وترجع أسباب الصفراء الفسيولوجية إلى فترة الحمل حين يكون الطفل داخل الرحم وهى مساحة ضيقة ويحتاج إلى كمية كبيرة من الأكسجين لينمو . لذلك يوجد لديه هرمون تفرزه الكلى يساعده على تكوين كرات دم حمراء بمعدل أكبر من المعتاد، فإذا كان الإنسان السليم البالغ يصل الهيموجلوبين لديه إلى 14، نجد أن هيموجلوبين الأجنه يصل إلى 18 وأحيانا 20، وهذا يفسر سبب إحمرار لون بشرة المواليد والهيموجلوبين هو المادة المسئولة عن نقل الأكسجين للخلايا. وبعد أن تتم عملية الولادة تصبح تلك النسبة المرتفعة غير مطلوبة، فيبدأ جسم الطفل فى تكسيرها، ونتيجة لعملية تكسير الهيموجلوبين الزائد تتكون مادة الصفراء، وهنا يأتى دور كبد الطفل فى التخلص من مادة الصفراء.

[box type=”note” ]والمشكلة أن كبد الطفل حديثى الولادة يستيقظ فجأة على وجود كمية كبير من الصفراء تشكل عبئا كبيرا عليه قد لا يستطيع القيام به بسرعة، ولذلك ترتفع نسبة الصفراء فى الدم وهنا لا يستلزم الأمر سوى متابعة عن كثب من الأم والطبيب و تكرار عملية قياس معدل الصفراء للتأكد من أنها فى المستوى الأمن. ومن أهم أعراض الصفراء الفسيولوجية أنها تبدأ فى اليوم الثانى أو الثالث للولادة. [/box]

 

قد تكون الصفراءمرضية نتيجة عدم توافق فصائل الدم بين الأم والطفل أو نتيجة عدوى إنتقلت من الأم إلى الطفل أثناء الحمل. وثانى أعراضها أن لها منحنى حيث تبدأ منخفضة ثم ترتفع إلى قمتها عند اليوم الخامس وتتراوح نسبة الصفراء فيه ما بين 12 إلى 15 مليجراما، ويبدأ المنحنى فى الإنخفاض وتنتهى فى غضون عشرة إلى أربعة عشر يوما. وتحليلات الطفل إذا لم تطابق مواصفات هذا المنحنى سواء فى نسبة الصفراء أو موعد ظهورها ووصولها القمة وإنتهائها تكون صفراء مرضية تستلزم علاجا يدخل فيه الطفل إلى حضانة خاصة تساعده لخفض نسبة الصفراء فى جسمه.

تشخيص الصفراء فى حديثى الولادة

يمكن لطبيب الأطفال أن يكتشف الصفراء بسهولة عن طريق جهاز دقيق يقيس نسبتها من سطح الجلد فى المستويات التى تقل عن 15 مليجراما، أما إذا زادت عن ذلك فلابد من تحليل الدم لأن جهاز الجلد يصبح غير دقيق.

 

علاج الصفراء بالضوء

Newborn baby with jaundice under ultraviolet light in the incubator.

عندما ترتفع نسبة الصفراء عن 15 مليجراما يأتى دور الحضانة التى يدخلها الطفل شبه عارى مع تغطيه عينيه حتى يتعرض لضوء طبى له طول موجى يحول الصفراء إلى مواد أبسط وأسهل إستخراجا عن طريق الكبد والبول، ويتم تغيير وضع الطفل حتى يتعرض جسمه كله للضوء. ومن الممكن ان تقوم الام بعمل تحليل الصفراء للمولود في اول يوم وبعد اسبوع من الولادة . ويمكنها استلام النتيجه من المعمل بعد ساعة من تسليمها للمعمل حتى تستطيع أن تعرضها على الطبيب لإتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة، لو كان هناك حاجه لدخول الطفل الحضانة.

ونحذر الام من الإهمال لأن المستويات العالية من الصفراء تتسرب إلى خلايا المخ وتسبب تسمما فى جسم المولود أو صمما أو تخلفا عقليا، وذلك حسب الكمية التى ترسبت وعدد الأيام،

فى بعض الحالات عندما تصل نسبة الصفراء إلى 25 مليجراما يضطر الطبيب إلى تغيير دم الطفل بالكامل. كما يعد لون البول أحد أهم الأعراض التى تساعد الأم فى التمييز بين الصفراء الفسيولوجية و المرضية المباشرة وعندما يكون لونه داكنا بلون الشاى تكون الصفراء مرضية مباشرة نتيجة إصابة خلايا الكبد أو القناة المرارية أو نقص سوائل جسم الطفل . ويجب أن يعرض الطفل على الطبيب فورا لأن إنسداد القنوات المرارية يستلزم إجراء جراحة للمولود قبل مرور 60 يوما حتى نتجنب تليف كبده. الصفراء الفسيولوجية غير معدية على الإطلاق، ومن ثم لا تنتقل من الطفل إلى إخوته، وكلما قل وزن الطفل أو عدد اسابيع الحمل كلما كان الأمر أخطر وأحوج إلى المتابعة المكثفة لأن القواعد السابق شرحها لا تنطبق على ناقصى الوزن أو الحمل المبتسر. كما ننصح كل أم بالإستمرار فى الرضاعة الطبيعية المنتظمة.

دور الام في الكشف عن اصابة الطفل بالصفراءقبل اجراء التحليل :-

– يبدأ دور الأم منذ لحظة الولادة و يجب عليها ملاحظة لون بياض عين الطفل فى ضوء النهار الطبيعى للتأكد من عدم وجود إصفرار، كذلك مراقبة لون جلد الأنف عندما يبكى الطفل أو يضحك فإذا ظهر أى إصفرار يجب أن تصحبه أمه بسرعة إلى أخصائى أطفال.

– بفحص أي أماكن اصفرار بجسم الطفل.

بالضغط برفق على جلد الطفل بأحد الأصابع، فإذا كان الجلد مصفراً فمن المحتمل أن يكون الطفل مصاب بالصفراء.

* أهم أعراض مرض الصفراء :-

– إصفرار لون الجلد من الرأس إلى القدمين

– غالباً ما يظهر الاصفرار بشكل أكثر في بياض العين وتحت الأظافر

. عدم رغبة الطفل المولود في الرضاعة.

– قلة حركة الطفل المولود.

* حالات خاصة عند بعض الأطفال المواليد –

كل صفراء تظهر منذ اليوم الأول للولادة يستدعي تقييم طبي دقيق.

كل صفراء يكون فيها ارتفاع لنسبه البيليروبين المباشر تستدعي تقييم الطبيب حتي لو كانت النسبه اقل من 14

– كل صفراء تستمر أكثر من 15 يوم يستدعي تقييم طبي حتى لو كان خفيفاً.

– كل صفراء تترافق مع لون أبيض لبراز الطفل المولود يحتاج لتقييم طبي دقيق.

هل هناك علاقة بين إصابة الطفل بالصفراء الفسيولوجية وبين مرض الالتهاب الكبدي الوبائي والذي يعرف بمرض الصفراء؟

هناك خلط بين مرض الإلتهاب الكبدي الوبائي بأنواعه المختلفة والذي أحد أعراضه هي الصفراء وبين الصفراء الفسيولوجية في الأطفال حديثي الولادة والتي تختفي تلقائياً من جسم الطفل دون ترك أي أثر على الكبد أو في دم الطفل ولاتحتاج إلى علاج..والخلط يرجع عادة لأن أحد مظاهر الإلتهاب الكبدي الوبائي هو إصفرار لون الطفل ولكن الفارق كبير بينهم ويكفي أن تعلم الأم أن جسم طفلها الصغير سوف يتخلص من الصفراء الفسيولوجية في فترة من 15إلى 21يوماً حسب وزن الطفل والعمر الرحمي له؛وفي بعض الحالات النادرة تمتد الصفراء الفسيولوجية بعد ثلاثة أسابيع ولكنها تختفي بعد ذلك دون ترك أي أثر على الطفل.

 

مع خالص تمنياتنا لكم ولأطفالكم بالصحة و العافية. . .