منذ سنوات ليست بالبعيده دخلت تقنيات جديده على الاساليب الجراحية التقليدية لتنقل الجراحة من مفهومها المعروف لدى عامة الناس بمشرط ومقص وملقط ودماء تسيل ووقت انتظار يطول لساعات طويله الى مفهوم الانابيب المعدنيه التي تدخل من نفاط معينه في الجسم لا يزيد قطر النقطه عن السنتيمتر الواحد او الاثنين على ابعد تقدير … فقد كان المنظار بالبدايه فكره غير مقبوله لدى المرضى والاطباء على حد سواء … فغرابه الانابيب وخوف المستور جعل البعض يفضل المعروف وان كانت المضاعفات غير محتملة.
فكان للاطباء الدور الاهم للتعريف بجراحه المناظير لما تمعت به من مميزات عن الجراحه المفتوحه (التقليديه )
- أهات المريض بعد المنظار وضيقه من روائح التعقيم بالمشفى اختفت لتتحول عند البعض لفتره استجمام .
- فتره البقاء بالمشفى و التماثل للشقاء تقل … لتاخذ غالبا اليوم او اليومين وممكن ساعات قليلة.
- اضافة الى ما قد يهم السيدات هنا بالخصوص هو الندبات البسيطه اللتي تعقب الاجراء بالمنظار مما يضفي راحه وقبول تجميلي لديهن مقارنة بالجراحه المفتوحه التى تتسع الندبات لتشكل عامل مقلق ومؤثر .
- إعاده الفتح الجراحي و المضاعفات ما بعد المنظار هى باغلب الدراسات اقل بكثير من الجراحه االمفتوحه .. التي قد تشمل : الالتهابات المتكرره و النزيف و الفتح الجراحي مجددا … وغيرها
مما سبق نستنج سبب اهتمام الدول الاخرى بالمناظير. فالالام اخف وفترة الاستشفاء اقل …والعوده للعمل اسرع …. وبالنتيجه انخفاض معدل استهلاك الادويه عقب الجراحه . و بالتالي تكلفه وتامين صحي اقل .بالمحصله توفير بالميزانيه و مصاريف القطاع الصحي على المدى البعيد بالاضافه للجوده الصحيه المضافه على حياه المريض ومحيطه .
ولإلقاء الضوء اكثر على العلاقه بين البدانه والمنظار من جهه والحميه كمؤثر فعال … دعونا نطرح الاسئله التاليه لإستيعاب الموضوع :
هل أنا بدين ؟
– هل تشعر بالاستياء والاحباط عند رؤيتك لنفسك بالمراءه … هل وزنك الزائد اصبح يشكل عائق يؤثر على تواصلك مع الاخرين ؟.. هل وزنك يؤثر سلبا على النشاط البدني والصحي المطلوب لاداء المهمات المعتاده … ان كانت اجاباتك بنعم ..فانت تعاني من الوزن الزائد على اقل تقدير وتحتاج للعلاج المناسب .
ماذا نعني بالحميه الغذائيه او الدايت ؟ وهل تصلح لكل مرضى البدانه ؟
فالحميه هى نظام غذائي يتبع لفتره زمنيه قد تحقق لنا الاصلاحات المطلوبه للاضرار التي وقعت سلبا على النشاط الداخلي والخارجي للجسم .
ولهذايمكن القول انها ليست الحل القاطع لكل مرضى البدانة كما ان التقيد الزمني بها يعني ان تأثيرها محدد لفتره زمنيه فبمجرد الاهمال يعني العودة لما كان .. …مما يفتح لنا السؤال التالي :
ما اسباب البدانه ؟ ولماذا تفشل الحميه عند الكثيرين ؟
لابد من معرفه ان حلول البدانه لا تنحصر بالجراحه والرياضه والدايت … فللاسف.. للبدانه اطياف واسعه من المسببات المرضيه غير الفاست فوود ( الطعام غير الصحي ) ..نذكر منها :
الاسباب الغديه كمشاكل الغدد الدرقيه والنخاميه والكظريه , وايضا المشاكل الاستقلابيه الوراثيه والمشاكل النفسيه كفرط الشهيه والهروب للطعام كنوع من العقاب وايضا القصور المزمن للكلي والكبد عند البعض .. فمهما خضعنا من حميات غذائيه صارمه ستكون النتيجه غير مقبوله ..
بالاضافه ان الحميه و التمارين الرياضية تحتاج للصبر والانضباط الزمني للحصول على النتائج المطلوبه التي قد تستغرق بين شهور لسنين وهذا ما قد يعتبر تحدياً هاماً للكثير
وهنا نطرح السؤال الاهم :
أيهما افضل المنظار ام الحميه (الدايت) للبدانه ؟
…يمكن القول ان الجراحه بالمنظارتخضع لضوابط وشروط مهمه من اهمها :
- ليس كل بدين هو مناسب للجراحه عموما والمنظار خصوصا ، فكما قلنا المسببات لها طيف واسع .
- الجراحه ليست علاج سحري تؤمن لك الراحه الابديه فلها احيانا اشكالات قد تستمر معك فتره طويله
- لا تندفع سريعا للجراحه دون استشاره الطبيب المختص الذي يجب ان يحدد لك بدايهً مسببات البدانه لديك بالرغم ان الجراحه اصبحت وفقا للدراسات الحديثه ذات فعاليه مهمه لعلاج االسكري والضغط الناجمتين عن البدانه .
- تعرف جيدا على الحلول الجراحيه التي يطرحها عليك الجراح بالمنظار …
ومن اهمها :
- تحويل المسار ( اي تغير مسار الطعام الداخل للقناه الهظميه لتحقيق نقص الامتصاص المطلوب ) وهى الافضل ثباتاً على اغلب الدراسات المطروحه حديثا ..لكن مشاكل نقص الامتصاص وسوء الهضم جعلها حل قد يقبل الرفض للبعض
- سلييف (اي تكميم المعده وقص 70%من المعده وبالتالي تحقيق الشبع المبكر ) وقد حققت نتائج حسنه لدى الكثير الا ان تاثيرات الشبع المبكر انعكس لدى البعض بمشاكل سوء التغديه.
- تدبيس المعدة
ويتميز عن غيره انها عمليه يمكن ان الرجوع عنها والعودة الى ما قبل العمليه لو لم يتحمل المريض تاثيراتها غير المرغوبه .
4. البالون بالمنظار
(وهى ادخال بالون للمعده يبلغ سعته ال600 مل وتحقق الشبع المبكر) :فهى لا تعد عمليه جراحيه الا ان سهوله الاجراء جعل الكثير يقبل عليها فمده الاجراء لا يستغرق سوى دقائق معدوده الا ان ازاله البالون بعد ست شهور فتح الباب لعودة البدانه مجددا خصوصا وان المعده من المحتمل ان تزيد سعتها بعدهذا الاجراء .
ومن هنا يمكن القول ان الحلول المقترحه للبدانه لا تمتلك جانبا ايجابيا فقط الا ان استشارتك لطبيبك ومناقشته ستجعل الاختيار بالنسبه لك امر اسهل … فإدراكك ان البدانه مشكله مزمنه لها ابعادها السلبيه مستقبلا عليك وعلى محيطك تجعل البحث عن الحل وتقبل نتائجه امر يمكن استيعابه .
مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة و السعادة