فى المقالات السابقة كنا قد تكلمنا عن الاشعة العادية و عرفنا أن لها العديد من الفوائد ، إلا أنها كذلك لها بعض السلبيات التقنية التي من أجلها ولدت فكرة التصوير المقطعي .

لماذا كانت الحاجه إلي التصوير المقطعى ( الاشعة القطعية) ؟

الصورة في الأشعة العاديه تكون متداخلة ، بمعني أن هناك عدة أجزاء تشريحية تلقي بظلها علي الفيلم (الالواح التى يتم تحميل الصورة عليها ). و لا يمكنك الفصل بينها . لتقريب الأمر إلي ذهنك تخيل أنك وضعت يدك امام مصدر للضوء وتشاهد خيال يدك علي الجدار، ثم تخيل أنك وضعت يدك الأخري فوق يدك الأولي بالضبط ثم وضعت الاثنتين أمام نفس مصدر الضوء ،ستجد أن الصورة واحده في الحالتين و لا يمكنك التفرقة بالنظر الي الخيال وحده .
كذلك فإن درجات اللون الرمادي في فيلم الأشعة العادية محدودة و قليلة و نفس درجة اللون الرمادي يعطيها العديد من الامراض .

صور اشعة مقطعية

 

أنواع التصوير المقطعي (انواع الاشعة المقطعية) :

يوجد نوعان للاشعة المقطعية :-

  1. التصوير المقطعي الخطّي و قد أصبح استخدامه محدودا
  2. التصوير المقطعي بالكمبيوتر و هو الذي نعرفه الآن والذي سنركز عليه في المقال .

من مخترع جهاز الأشعه المقطعيه ؟

يعتبر جهاز الأشعة المقطعية بالكمبيوتر تطبيق لنظرية رياضية وضعها عالم رياضيات اسمه (رادون) في بداية القرن الماض بعدها بأكثر من خمسين عاما اخترع السير (هاوسفيلد ) أول جهاز اشعة مقطعيه بالكمبيوتر لتصوير المخ ّ و قال عند تقديم الجهاز أنه بصدد الكشف عن اختراع سيحدث ثوره في مجال التصوير الطبّي ، وقد كان له ما أراد .

ct-scan-OCT660_slant_photoHR

 

الفكره ببساطه و الفرق بين الاشعة المقطعية و الأشعه العادية :

تخيل أن لديك ثمره من الخيار و تريد أن تصوّر الجزء الداخلي فيها ، يمكنك ذلك عن طريق الأشعه العاديه بأن تخترق الأشعه الثمره كلّها مرّه واحده و الظلّ الناتج نلتقطه علي فلم حساس ، هذا هو ما يحدث في الأشعه العاديه ؟؟
أما في الأشعه المقطعيه فإننا سننظر إلي لب الخياره بطريقه أخري ، عن طريق أن نقطع هذه الثمره أولا إلي شرائح رفيعه متساوية السمك ثم ننظر إلي كل شريحه علي حده، وبالطبع فإن الجهاز لا يقطّع المريض و لكنه يصوّر الجزء المراد تصويره في صورة شرائح ، ويتم ذلك بمساعدة الكمبيوتر و في النهايه يتم طبع الصور علي فلم يقوم طبيب الأشعه بمشاهدته و كتابة التقرير ..

اهمية و استخدامات و مميزات الأشعة المقطعية :

 

الاشعة المقطعية الآن هي بمثابة العمود الفقري في تصوير و تشخيص معظم أمراض الأجزاء المختلفه في جسم الإنسان و الأمثلة عديدة :

  • الاشعة المقطعية علي المخ
  • علي الأنف و الجيوب الأنفية
  • علي البطن و الحوض
  • علي المسالك علي المفاصل علي الرقبة
  • علي الاوعية الدموية ..الخ

و قد يتطلب الأمر استخدام صبغه عن طريق الحقن أو الشرب تزيد من درجة التباين و الوضوح في الصوره من أجل تشخيص ادق
و المميزات الأساسية لاستخدام الأشعة المقطعية هي درجة الوضوح العالية و تحديد مكان المرض بدقة كبيرة و كذلك درجات اللون الرمادي الكثيره جدا التي قد تصل الآن إلي أكثر من 4096 درجة لون رمادي ،و أهمية ذلك اننا –علي سبيل المثال- في الأشعة العادية كنا نقول أن الاشعة تبين وجود سائل ما . أما الآن فبقياس درجة الرمادي سنعرف بالضبط إذا كان هذا السائل ماء أم صديد ام دم الخ .
كما أننا يمكننا بواسطة الكمبيوتر إعادة تشكيل الصوره كما نشاء في الأبعاد الثلاثه ، أوطرح أجزاء من الصوره او عمل صوره ثلاثية الابعاد ،و غيرها من التطبيقات المفيده التي تساعد في التشخيص .

متي لا يجب استخدام فحص الأشعة المقطعية ؟ (موانع عمل الاشعة المقطعية)

لا يجب تعريض الحوامل خصوصا في الأشهر الثلاثه الأولي للاشعه المؤينه و لا سيما الاشعه المقطعيه التي تكون كمية الإشعاع فيها أعلي من الأشعه العاديه.
كما لا يجب حقن المريض بالصبغه في حالات معينه لو كان لديه حساسيه شديده تجاه الصبغه أو لو كان يعاني من فشل كلوي

عيوب الاشعة المقطعية

بالرغم من الطفرة الهائلة التي أحدثها جهاز الأشعة المقطعية بالكمبيوتر في مجال التصوير الطبي ،إلا أنه يظل محدود القدرة في الأنسجه الرخوة مثل الغضاريف و أربطة المفاصل و المخّ بالإضافه إلي موانع الاستخدام التي ذكرناها في الحوامل و عند استخدام الصبغه ..
هذا ما جعل هناك حاجه إلي جهاز تصوير مقطعي جديد ، وكان هذا الجهاز هو الرنين المغناطيسي الذي تختلف فكرته كليّا عن الأشعة المقطعية .
اقرأ أيضا : كل شىء عن أشعة الرنين المغناطيسى