تعتبر العلاقة بين الاسنان و باقي أعضاء الجسم علاقة قوية ، أما إذا التهبت الأسنان و تقيحت فمعني ذلك أنها تحوي فيما بينها ميكروبات ، و هذه الميكروبات أو إفرازتها تذهب مع الطعام أو تدخل الدم ، و بواسطة الدم تنتقل إلي الأجزاء المختلفة من الجسم و تسبب التهابا في الأعضاء التي عندها استعداد لذلك ، هذا علاوة على الضعف العام و سوء الهضم ، و فقدان الشهية ، و انبعاث روائح كريهة من الفهم ، و من أهم الأعضاء التي تتأثر هي المفاصل ، و إذا ما عولجت الأسنان أو أزيلت تتحسن أحوال المريض ، و الذين يصابون بالتهابات حادة في المفاصل أو الحمي الروماتزمية يتحسنون بعد إزالة الأسنان ، إذا كانت هذه غير سليمة و لا يمكن علاجها .

أما اللذين يعانون من روماتيزم القلب ، فيجب إزالة أسنانهم إذا كانت حالتها سيئة ، لأن الميكروبات تتسرب منها إلي الدم ، و تهاجم صمامات القلب ، و تسبب مرض التهاب القلب ، و هو من المضاعفات الخطيرة في روماتزم القلب ، و ربما أودي بحياة المريض إن لم يعالج في أسرع وقت.

و يجب قبل خلع الأسنان أن يأخذ المريض مضادات حيوية تقتل الميكروبات قبل عملية الخلع ، و كذلك لمدة ثلاثة أيام أو أربعة أيام بعد الخلع ، و عندما يصاب القلب بالروماتزم فإن صماماته تتأثر بذلك ، و عندئذ يضيق الصمام ، و لا يسمح بمرور الدم منه كالمعتاد ، و قد يتهتك الصمام ، و لا يمنع الدم من العودة إلي خلف الصمام ، و في كلا الحالتين يعجز القلب عن ضخ الدم إلي الأمام إلي أجهزة الجسم المختلفة ، و حينئذ يجب التدخل الجراحي و إجراء العملية المناسبة .

و العملية الجراحية سهلة في حالة ضيق الصمام ، خصوصاً الصمام المترالي ، و نسبة الوفاة فيها ضئيلة ، و بعد إجراء العملية يعاود القلب عمله بصورة طبيعية ، أما العملية الجراحية في حالة ضيق صمام الأورطة (الأيسر) فهي صعبة بعض الشئ ، و لكن مع تقدم الطب و تطور علم الجراحة أصبحت هذه العمليات سهلة و متاحة ، و لكن في حالة تهتك الصمام فإنه يستحسن استبداله بصمام صناعي من معدن خاص .