علاج اورام الجهاز الهضمى

دائما ما يؤكد الأطباء أن أكثر من 70 % من الأمراض التي تصيب الإنسان ترجع في الأساس إلى النمط الغذائي الذي يتبعه خصوصا بعد انتشار ثقافة الوجبات السريعة الغنية بالشحوم والقليلة في الألياف وانتشار السمنة وحياة الكسل والخمول , التي أدت إلى انتشار وزيادة معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والمعدة ,, ومحذرة من تزايد معدلات انتشار الأورام السرطانية في القولون والمستقيم والتي أصبحت تصيب الشباب في أواسط العمر بعد أن كانت مقصورة على كبار السن بسبب الغذاء غير الصحي و إهمال الخضروات والسلاطة والفاكهة والخبز البلدي .. يجب أن تؤخذ مأخذ الجد فالإمساك المزمن والبراز المدمم قد لا يكون سببه شرخا أو بواسير وإنما عرض لورم سرطاني ومن هنا تأتى أهمية الفحص الدوري للاكتشاف المبكر للأورام ومواجهتها لتحقيق نسب شفاء عالية .

أهمية التشخيص المبكر لأورام و سرطانات الجهاز الهضمى

وحول أكثر متاعب الجهاز الهضمي العضوية شيوعا الإمساك المزمن و القولون العصبي و حموضة المعدة و عسر الهضم و ارتجاع المريء , و خطورة هذه الأمراض إنها لو أهملت حموضة المعدة أو الإمساك المزمن قد تكون بداية للإصابة بأمراض خطيرة كالأورام أو قد تتشابه أعراضها مع أعراض سرطان المعدة أو الأمعاء أو القولون و هنا يلتبس تشخيص الحالة أو تشخيص على أنها أمراض بسيطة ثم يصعب علاجها بعد ذلك عندما يكتشف أنها ورم سرطاني , وقد لا تكون كذلك فقد تكون بسيطة و لا تشكل خطرا على حياة المريض فالانتفاخ أو فقدان الشهية أو اضطرابات الإخراج غالبا ما تكون أمراضا بسيطة يسهل علاجها , أو قد تكون ناتجة عن ضغوط نفسية .

و هنا تأتى أهمية الطبيب المعالج الذي يجب أن يتأكد أنها أعراض لتوتر وضغط نفسي , و ليس عرضا لمرض سرطاني فالطبيب الماهر هو الذي يتأكد من خلال الفحوص الدقيقة و التحاليل و الاشعات من أن هذه الأعراض لا تمثل خطورة على حياة المريض وان يؤكد خطورتها و يكتشف الورم السرطاني في مراحله المبكرة و هنا تكون نسبة الشفاء عالية .

ان التفرقة بين مسببات متاعب الجهاز الهضمي وهل من هي ناتجة عن توتر وضغط نفسي أو بسبب ورم سرطاني يعود في المقام الأول إلى توفيق من الله ثم خبرة الطبيب المعالج , فتحديد سبب الأعراض ليس هلا دائما نظرا لوجود تشابه فيما بينها , فعندما يشكو المريض من نزف من منطقة الشرج يكون التشخيص الشائع أنة بسبب البواسير , وهنا تأتى مسئولية الطبيب الذي يجب أن يتأكد من دقة تشخيصه واستبعاد الإصابة بسرطان الشرج و يتأتى له ذلك من خلال علامات محددة مثل لون الدم و فحص الشرج من خلال منظار شرجي صغير .

أما إذا كان المريض يعانى من إمساك مزمن ومغص وتقلصات مع وجود دم شرجي فعليه أن يخضع لعمل منظار للقولون للتأكد من عدم وجود ورم بالقولون

[box type=”note” ]منظار القولون لاى شخص فوق سن الخمسين يعد أمرا حيويا حتى و لو لم يكن يشكو من أية أعراض مرضية تمام كما يحدث في أمريكا والدول الأوربية لان اكتشاف الورم السرطاني مبكرا يحقق نسبة شفاء مرتفعة و يمنع مضاعفات المرض وعدم انتشاره في أماكن أخرى بالجسم .[/box]

اسباب أورام و سرطان الجهاز الهضمى

سرطانات الجهاز الهضمي هي الأكثر شيوعا في السن الكبيرة و تصيب الرجال بمعدلات اكبر من النساء و خصوصا المدخنين وللأسف فقد بدأت هذه الأورام تصيب شباباً في منتصف العمر لأسباب عديدة منها الاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالشحوم و الخالية من الألياف وضعف الثقافة الغذائية الذى يتمثل فى اهمال تناول الفاكهة و الخبز البلدي أبو ردة و السلاطة و الألبان , و الإكثار من المقليات و تناول المياه المعبأة التي تتعرض للشمس فترات طويلة فتتفاعل الحرارة مع البلاستيك مكونة مواد مسرطنة , و الاعتماد على الميكروويف في طهي الطعام و هو نوع من الطهي غير الصحي , و قلة شراب المياه و الخمول وعدم ممارسة الرياضة وانتشار الإصابة بالسمنة , و كل هذه العوامل سواء كانت فردية أو مجتمعة تعد من هم أسباب الإصابة بسرطان القولون عند الرجال والثدي عند السيدات .

السرطان و العوامل الوراثية

هناك أهمية كبرى للعامل الوراثي في الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي حيث أن هناك أشخاصا لديهم منذ الصغر استعداد وراثي للإصابة وقد تبين خلال السنوات العشر السابقة أن 60 % من المصابين بسرطان الجهاز الهضمي كانت إصابتهم في المستقيم و 40 % في القولون و كانت تجمعهم صفة محددة وهى القرابة من الدرجة الأولى لمرضى أصيبوا من قبل بأورام في الجهاز الهضمي لافتا إلى أن هناك خطورة وراثية , عن طريق الجينات فهناك عائلات بعينها يصاب معظم أفرادها بزوائد بالغشاء المخاطي المغطى للجهاز الهضمي خاصة بالقولون و هذه الزوائد الوراثية إذا لم تعالج و يتم متابعتها جيدا تتحول لورم سرطاني .

و بالاضافة الى الاورام الناتيجة عن زوائد القولون هناك نوع ثان من السرطان لأسباب وراثية في القولون داخل العائلة دون أن يعانى أفرادها من زوائد بالغشاء المخاطي للقولون . لذا يجب متابعة كل أجيال شجرة العائلة التي لديها تاريخ مرضى بالسرطان منذ الصغر نظرا لوجود الاستعداد الجيني للمرض و من هنا يتم اكتشافه مبكرا و القضاء علية تماما .

بعض العائلات ينتشر بينها التهابات القولون التقرحية , و لكن بنسب وراثية بسيطة و لهذه الالتهابات أعراض مرضية تتمثل في الإسهال المستمر غير القابل للعلاج التقليدي ,, و يحتاج المريض في مثل هذه الحالة لمتابعة دورية بمنظار القولون لان نسبة الإصابة بالسرطان الناتج عن هذه الالتهابات تكون مرتفعة .. و هنا تظهر مهارة الطبيب المعالج و خبرته في معرفة التاريخ المرضى للعائلة بالتفصيل , و يجرى في مصر فحص البراز من خلال الـ DNA للورم السرطاني و للزوائد المخاطية و يفيد هذا التحليل في تشخيص المرض ويعطى مؤشرا لمن لابد أن يخضع لمنظار القولون .

دور المنظار فى تشخيص و علاج الاورام السرطانية

هناك دور هام للمناظير في اكتشاف وعلاج الأورام السرطانية حيث أن المناظير تلعب دورا هاما و رئيسياً في تشخيص الأورام السرطانية كما أنها تعد وسيلة دقيقة في استئصال الورم خاصة فيما يتعلق بسرطان المستقيم و القولون فالطبيب المعالج يستخدم منظار للمستقيم ليتعرف من خلاله على الجزء الأخير من المستقيم و منطقة الإخراج و هناك منظار للقولون للنصف الأيسر من القولون .

يتم استخدام هذين المنظارين دون مخدر بالإضافة إلى أنه يوجد منظار لكامل القولون و يتم استخدامه تحت مخدر عام خفيف و لو اكتشف الطبيب من خلال هذه المناظير وجود ورم سرطاني يتم اخذ عينة منه و يتم تحليلها باثولوجيا لتشخيص النسيج الورمي , و لو اكتشف وجود زوائد يتأكد الطبيب من انها سوف تتحول لسرطان ويبدأ في التعامل معها ..و من هنا تأتى أهمية المناظير الجراحية فى تشخيص و علاج الاورام السرطانية .

أهمية التشخيص المبكر لسرطانات و أورام الجهاز الهضمى

في حالة ثبوت وجود ورم سرطاني بالقولون من خلال المنظار لا بد من عمل فحوصات كاملة لمنطقتي البطن والحوض و ذلك لمعرفة مدى انتشار الورم في المناطق المحيطة بالقولون مثل الكبد أو الغدد الليمفاوية . فى بعض الأحيان ينتشر الورم ليصل إلى منطقة الشرج و الى المخ و بعد إجراء الأشعة المقطعية يتحقق الطبيب من درجة خطورة خلايا الورم و درجة انتشارها و الجراح الماهر يستطيع التعامل مع الورم و علاجه مهما كانت درجة انتشاره سواء كان ذلك العلاج جراحيا أو كيميائيا أو الاثنين معا , وفى حالة انتشار ثانويات لسرطان القولون في الرئة يمكن للجراح استئصال الجزء المصاب من الرئة إذا لم يكن الورم منتشرا كليا داخلها .و من هنا تأتى أهمية الاكتشاف المبكر لسرطان القولون قبل انتشاره خارج حدود القولون لان هناك مضاعفات خطيرة للورم إذا اكتشف في مراحله المتأخرة مثل حدوث النزيف و الانسداد المعوى و في هذه الحالة يتم العلاج الجراحي على مرحلة أو مرحلتين حسب مضاعفات الورم ودرجة انتشاره .

خطورة سرطان المستقيم

إن المشكلة الحقيقية لأورام المستقيم تكمن في إصابتها للنصف الأسفل للمستقيم حيث تكون الإصابة قريبة جدا من عضلات تحكم الشرج بـ 2 سم و هنا لابد من إجراء جراحة تحويل مسار مستديم للإخراج و هو يعد حلا مدمرا لنفسية المريض , و لكن مع تقدم آلات الجراحة المستمر هناك طفرة في الدباسات الجراحية جعلت الجراح يتعامل مع أورام المستقيم بمهارة فائقة حيث لابد من استئصال الورم بالمستقيم و ما بعدة بمسافة آمنة لا تقل عن 2سم بعد الورم و ننصح بعدم الاستهتار بوجود البراز الدموي و الاعتقاد أنة يسبب شرخ بالشرج أو بواسير فهناك انتشار ملحوظ لأورام المستقيم يكون سببها إهمال هذه الأعراض وتشخيصها بطرقة خاطئة .

خطورة اورام المعدة

إن خطورة أورام المعدة تكمن فى أنه دائما ما يتم تشخيصها في مرحلة متأخرة من المرضى , و يرجع السبب في ذلك إلى أن المعدة عبارة عن تجويف كبير وتكون أعراض الورم خفيفة و لا تعلن عن نفسها إلا مع استفحال الورم و انتشاره و هناك عدة أعراض يجب الانتباه إليها فيما يتعلق بسرطان الجهاز الهضمي و خصوصا سرطان المعدة مثل :-

  • فقدان الشهية
  • خسارة الوزن
  • الأنيميا

هناك مشكلة أخرى بالنسبة لسرطان المعدة و هى أن دم البراز الناتج عن أورام المعدة يظهر في مرحلة متأخرة من المرض و يكون بلا الم , و لهذا السبب هناك اتجاه تتبناه العديد من الدول الكبرى وعلى رأسها اليابان بتوعية المواطنين وضرورة خضوع من تعدى سن الأربعين لعمل منظار للمعدة للاطمئنان على سلامتهما .

نصائح هامة للوقاية من اورام و سرطان الجهاز الهضمى (سرطان المعدة و القولون و المستقيم )

  • الاقلاع عن التدخين و الانتظام فى ممارسة اى نوع من الرياضة .
  • العمل على إنقاص الوزن لمن يعانون من السمنة .
  • الاهتمام بعلاج اعرض ارتجاع الحامض المعدي و ارتجاع المريء تعمل على تهيج غشاء المعدة و هؤلاء المرض أكثر تعرضا لسرطان المعدة .

للمزيد من التفاصيل عن علاج اعراض ارتجاع المرىء و ارتجاع الحامض المعدى اضغط هنا

 

مع تمنياتنا لكم بالصحة و السعادة . . .