تجري منذ مدة تجارب لاستزراع وصلات من أنسجة حية لاستخدامها في ترقيع شرايين القلب و الساق المعطوبة ، و لو نجحوا في هذه التجارب سوف تنفتح أبواب الأمل أمام الملايين من مرضي القلب الذين تجري لهم عمليات التوصيل بالطرق التقليدية المعروفة ، إما بالترقيع بأوردة من نفس جسم المريض ، أو باستخدام أوعية دموية صناعية من مواد خاصة ، أو من طبقات من الجلد المشدودة على رقائق من البلاستيك ، أما الطريقة الحديثة فتهدف إلي تربية وتنمية وصلات الترقيع من جزء صغير من أنسجة المريض لا يرفضها عند استخدامها .
و قد تمت من قبل محاولات لاستخدام بعض الانسجة جسم المريض لاصلاح بعض الاماكن التالفة فى شرايينه لكن هذه الشريين كانت ضعيفة و لم تتحمل ضغط الدم المتدفق من خلالها ، لذلك بدأ بعض العلماء من حيث انتهي الآخرون ، و يتوقعون لوصلاتهم أن تتحمل ضغوط دم عالية ، حتى عندما ترتفع قوة الضغط إلي 20 ضعفاً من المعدل الطبيعي .
و لشرح هذه الطريقة الحديثة ، فلابد أن يعرف القارئ أن الوعاء الدموي مكون من ثلاثة طبقات :-
- الطيقة الداخلية : و هي بطانة من غشاء خلوي
- الطبقة الخارجية : و هي عبارة عن طبقة مركبة من خلايا تشبه خلايا الجلد ، ومغلقة بنسيج من البروتين الليفي الرابط تسمي كولاجين وهذه الطبقة هي مصدر قوة الوعاء الدموي
- الطبقة الوسطى : فهي من الخلايا العضلية اللينة .
لذلك بدأ الأطباء اللذين يجرون هذه التجربة بإحاطة اسطوانات بلاستيكية مجوفة بطبقة من الخلايا العضلية اللينة ( الطبقة الوسطي ) ، و يعملون على زيادة سمك هذه الطبقة الوسطى (الطبقة العضلية) بتغذيتها بالأحماض الأمينية ، ثم تغلف الطبقة السميكة بطبقة من خلايا الجلد ، و يتعهدونها بالرعاية و التغذية حتى تقوي و يكثر فيها الكولاجين ، و تكتسب مواصفات الطبقة الخارجية للوعاء الدموي الطبيعي .
يتم ذلك خلال 7-9 أسابيع من الزراعة النسيجية ، ثم تنزع الاسطوانة البلاستيكية الدعامية ، و تنقع الوصلة الحية في محلول غني بخلايا طبقة البطانة ، فلا تلبث الطبقة الداخلية أن تنمو و تغطي الطبقة الوسطي ، فيستكمل تركيب الوعاء الدموي .
و بالفعل نجح العلماء في تنفيذ هذه الخطوات أكثر من مرة ، و جاري الآن استخدام هذه الوصلات الطبيعية المستزرعة في جراحات للمرضي مما يفتح باب واسع فى مجالات الجراحات المختلفة و ثورة هائلة فى جراحات الأوعية الدموية و جراحات التجميل أو ترقيع وصلات الشرايين المصابة بأى مرض من تصلب الشرايين و استبدال الشرايين التاجية بالقلب.
جزاكم الله خيراً علي هده المعلومات القيمة والمفيدة وعلي الجهود التي تبدلونها من أجل حياة أفضل للأنسان وشكرا