الشفاء من السرطان

رغم عدم وجود احصائيات دقيقة لمعدلات ونسب حالات الاصابة بالاورام السرطانية و لا مدى ثباتها او زيادتها الا ان المؤشرات و حقائق الامور تؤكد ان هناك زيادة فى اعداد المترددين على مراكز و اقسام الاورام بالمستشفيات الجامعية و العامة .
و السؤال الذى يشغل بال كل مرضى السرطان و اقاربهم …

هل السرطان مرض غير قابل للشفاء او يمكن الحد من خطورتة ؟

يؤكد الخبراء العاملين فى مجال الأورام انه قد حدث تطور كبير فى علاج الاورام ابرزها العلاج الموجه ، و لكن ما يعيق انتشاره هو ارتفاع تكلفته . و يعتمد علاج الاورام على اكتشاف المرض مبكرا ,, فالمرض اللعين شرس ومدمر وقد لا تكتشف معظم حالاته الا متاخرا , ولكن الامل ما زال موجودا ومراكز البحوث تعمل ليل نهار للتوصل لعلاجات حديثة اكثر كفاءة وتحقق نسب شفاء عالية وقد ياتى يوم يختفى فية هذا المرض من حياتنا .

لقد حدث تطور كبير فى العلاجات الموجهة التى تستخدم فى علاج الاورام , و هى جيل حديث من العلاج الذى يهاجم خلايا السرطان فقط , و لا يهاجم خلايا الجسم , مما يوقف استمرارية نشاط الورم , وهو يضاف الى العلاج الكيميائى او العلاج الاشعاعى حسب نوع الورم ومكان وجوده و قد أكدت الدراسات العلمية الحديثة ان اضافة العلاج الموجه ( سيتوكسيمات ) الى العلاج الكيميائى فى علاج سرطان القولون المنتشر يحسن من النتائج المتوقعة من استخدام العلاج الكيمائى بمفرده ( معدلات الاستجابة , تقليل مخاطر تطور المرض , معدلات الحياة ) و يتطلب تحديد العلاج الموجه المناسب لسرطان القولون الشرجى المنتشر , عمل تحليل يسمى ( كيراس ) وهو اول دلليل حيوى تم تحديده فى سرطان القولون الشرجى .

الجديد فى علاج سرطان القولون الشرجى

وجد ان مرضى القولون الشرجى المنتشر يحصلون على معدلات استجابة حتى 80 % مع تقليل مخاطر تطور المرض لاكثر من 40 % من المرضى عند معالجتهم بالعلاج الموجه , وهذا التحليل متوفر فى مصر , ولا تزيد تكلفته عن 1000 جنيه ويتم عمله بصورة روتينية قبل بداية العلاج الموجه .

[box type=”note” ]يختلف سرطان القولون عن بقية انواع الاورام بانه يستجيب فى مراحله المتقدمة للعلاج الكيماوى و الموجه ، مما يضاعف من امال الشفاء و ليس التخفيف .[/box]

استحداث العلاج الموجه بعد انجازا علميا حقيقيا , و بعد ان كانت نسبة الشفاء لا تتعدى 5 % اصبحت تقترب الان من 50 % . و اصبحت نسبة الاصابة سبرطان القولون والمستقيم تمثل حوالى 10 الى 12 % من اجمالى حالات السرطان فى مصر , حيث ينتشر المرض بنسبة اعلى لدى الذكور تبلغ 3 : 1 كما يصيب 30 % من المرضى فى سن مبكرة ( اقل من 45 سنة ) ومنا هنا تاتى اهميتة كمشكلة قومية صحية فى مصر , لانة يصيب فئة عمرية منتجة و بالتالى له تداعياته الاقتصادية .

الجديد فى علاج سرطان القولون ( العلاج الموجه)

سرطان القولون يحدث اما فى جدار امعاء سليمة او نتيجة تحورات فى زوائد قولونية تاتى من استعداد جينى للاستجابة للمواد المسرطنة و نمو الورم فى القولون تليه مرحلة الانتشار الذى يحدث عندما تتسرب خلايا سرطانية من جدار القولون الى الغدد الليمفاوية القريبة منه , لتنتقل بعدها الى الدم ليصل الى الكبد والرئة .

اعراض سرطان القولون تتشابة فى المراحل المبكرة مع اعراض كثيرة من امراض الجهاز الهضمى واضطراباته لكن من الأمور المبشرة حدوث طفرة فى علاج سرطان القولون عن طريق العلاج الموجه باستخدام التكنولوجيا الحيوية لاستهداف الخلايا السرطانية .و هذة الطريقة اكثر فاعلية من سواها وتقلل من مضاعفات الدواء الكيماوى على الخلايا السلمية وتزيد من نسب استجابة المريض للعلاج , سواء باستخدام دواء مفرد او العلاجات الكيماوية التقليدية.

أمال كبيرة فى الشفاء من أورام الرأس و الرقبة

وعن اورام الراس والرقبة و التى غالبا ما يتم اكتشافها فى وقت متاخر , يرتبط سرطان الراس و الرقبة بشكل كبير بعوامل خطيرة بيئية وحياتية منها تدخين التبغ وتناول الكحوليات والتعرض لبعض الموادد الضارة اثناء العمل و الاشعة فوق البنفسجية بالإضافة الى الإصابة بسلالات معينة من الفيروسات مثل فيروس بابيلوما البشرى الذى ينتقل عن طريق الاتصال الجنسى .
وكثيرا ما تتسم تلك الاورام السرطانية بالعدوانية فى مراحل تطورها البيولوجى , حيث ان المرضى الذين يعانون من هذا النوع من السرطان غالبا ما يصابون بورم اولى اخر , موضحا انه يمكن الشفاء من سرطان الرأس والرقبة بدرجة كبيرة اذا تم اكتشاف الاصابة به مبكرا و ذلك عن طريق الجراحة على الرغم من ان العلاج الكيماوى والاشعاعى والعلاج الموجه لهم ايضا دور مهم فى الشفاء منه .

 

العلاج الموجه لسرطانات الرأس و الرقبة

بمقارنة استخدام العلاج الاشعاعى بمفرده فى علاج سرطان الراس والرقبة مع اضافة العلاج الموجه الية وجد تحسن ملحوظ فى النتائج العلاجية مثل ان يظل المريض فترة اطول على قيد الحياة , ويحد من الانتشار الموضعى للورم موضحا اهمية الاكتشاف المبكر للسرطان بشكل عام , لانه هو السبيل الوحيد لشفاء المريض بنسب كبيرة تصل الى 95 % .

و قد تبين ان استخدام العلاج الموجه مع العلاج الكيماوى التقليدى حقق طفرة فى شفاء مرض سرطان الغدد الليمفاوية بلغت نسبتها ما بين 50 الى 90 فى المائة من الحالات المستفيدة من هذة التقنيات العلاجية و هنا تبرز أهمية و ضرورة دعم المجتمع ماديا و نفسيا للمرضى , حيث ان تكلفة العلاج تبلغ نحو 100 الف جنية ( نحو 15 الف دولار ) للمريض الواحد فى حال استخدام العلاج الموجه , مما يعوق توفير العلاج لكل مستحقية .

اورام الغدد اليمفاوية

الجدير بالذكر أن حالات الاصابة باورام الغدد الليمفاوية فى زيادة مستمرة , حيث يوجد نحو 10ملايين شخص على مستوى العالم يعانون من المرض و يتوقع زيادتهم الى 16 مليونا فى عام 202 م , معظمهم من الدول النامية , اضافة الى ما يقرب من الف شخص يتم تشخيص اصابتهم بالمرض يوميا , و الاورام الليمفاوية يمكن ان تصيب اى شخص فى اية سن وفى اى وقت , ولذلك فمن المهم ان يتعرف الناس على الاعراض مما سيساهم فى التغلب على المرض اذا تم التعامل معة مبكرا .
و على الرغم من هذة الاحصائيات فان الوعى بهذا النوع من السرطان لا يزال منخفضا جدا , ويتمثل ذلك فى اهمال المرضى للاعراض المبكرة للمرض التى تتشابة مع اعراض امراض اخرى و هذا يلقى باللوم على بعض الاطباء الذين قد يتعاملون بسطحية مع تلك المؤشرات المبكرة للمرض .

[box type=”note” ]السبب وراء التزايد المطرد فى حالات سرطان الغدد الليمفاوية لا يزال مجهولا[/box]

أحدث علاج لسرطان الغدد الليمفاوية

بخلاف بعض الانواع الاخرى من السرطان قد تاتى الاصابة باورام الغدد الليمفاوية دون ظهور اعراض او علامات واضحة و مما قد يزيد الامر صعوبة ان الاعراض القليلة التى تدل على الاصابة تتشابة فى كثير من الاحيان مع اعراض امراض اخرى .
و من حيث علاج سرطان الغدد الليمفاوية فإنه رغم الطبيعة الصعبة للمرض , فان هناك املا كبيرا فى الشفاء باستخدام العلاجات الحديثة فى مقدمتها استخدام العلاج المناعى الموجه الذى يزيد من فاعلية العلاج الكيماوى بدرجة كبيرة تتراوح ما بين 50 الى 90 فى المائة تبعا للحالة الصحية العامة للمريض وعمره ومرحلة تطور المرض .

العلاج المناعى الموجه لسرطان الغدد الليمفاوية يكون عن طريق عقار يحتوى على تركيبة ( ريتوكسيماتRituximab ) و هو مكون من اجسام مضادة مصنعة عن طريق الهندسة الوراثية تستهدف الخلايا السرطانية دون السليمة . و قد اسهم هذا العلاج فى رفع كفاءة العلاج الكيماوى التقليدى بصورة كبيرة , كما قلل العلاج الموجه من حدة الاعراض الجانبية للعلاج الكيماوى , التى يعتبرها كثير من المرضى بمثابة العبء القاسى , وقد يرفض بعضهم العلاج بسببها اضافة الى تقليص مخاطر الوفاة جزاء الاصابة بالمرض بنسبة نحو 50 فى المائة .
العلاج الموجه متوافر فى مصر والشرق الاوسط , وتم اعتماده عالميا منذ مطلع الالفية الثالثة كاحد خطوط العلاج لسرطانات الخلايا الليمفاوية من النوع ( بى ) و نتائجه رائعة فى هذا الخصوص و هناك علاجات موجهة الى الانواع الاخرى قيد التجارب النهائية حاليا بالمختبرات العالمية .

كم يتكلف العلاج الموجه للسرطان ؟

تبلغ تكلفة العلاج الموجه فى الوقت الحالى حوالى 15 الف دولار للشخص الواحد و هو ما يعوق استخدامها فى الدول النامية

و ما هى نسبة الشفاء من السرطان بعد استخدام العلاج الموجه؟

و قد بلغت نسبة الشفاء اكثر من 85 فى المائة .

أهمية العلاج الاشعاعى للأورام

ساهم الاستخدام الواسع لتطبيقات الاشعاع لمعالجة السرطان فى ارتفاع نسب الشفاء بشكل كبير و امتداد فترات النجاة , و تعد استخدامات الاشعاع من اهم المعالجات الفعالة للعديد من الاورام الناشئة باغلب اجزاء الجسم .
و يعد العلاج الاشعاعى علاجا موضعيا ,شانة شان الجراحة ( وبخلاف العلاج الكيماوى ) و قد يتم استخدامة منفردا كعلاج وحيد او بصفة مشتركة مع علاجات الاورام الاخرى , وقد يوصف بديلا عن الجراحة عند بعض الجراحة عند بعض الاورام كعلاج اولى و اساسى سواء كان منفردا او مشتركا مع العلاج الكيماوى .

كما قد يتم استخدام العلاج الاشعاعى مباشرة قبل العمليات الجراحية للاورام , فيما يعرف بالعلاج المبدئى المساعد بهدف تقليص حجم الورم لتسهيل اتسئصالة او يتم استخدامه عقب جراحات الاستئصال كعلاج مضاف بغية القضاء على اية خلايا غير مميزة قد تكون متبقية او عند تعذر الاستئصال التام للنسيج الورمى , وقد يوصف عند بعض الحالات بغرض تخفيف الاعراض كعلاج مسكن فحسب ( بمعنى ان هدفة الاساسى ليس الشفاء بل تخفيف الالم او النزف او ضغط كتلة الورم على الانسجة المجاورة , وذلك بتقليصة لحجم كتلة الورم ) .

أهمية العلاج الكيماوى للسرطان

العلاج الكيماوى هو علاج باستخدام ادوية كيماوية ترعف بالعقاقير المضادة للسرطان , تقوم بالقضاء على الخلايا السرطانية وتدميرها و تاتى الميزة الرئيسية لهذا العلاج هى مقدرتة على معالجة الاورام المتنقلة والمنتشرة بينما يقتصر العلاج الاشعاعى او الجراحى على معالجة الاورام المنحصرة بمواضع محددة , وتعود فاعليتة المميزة الى حقيقة ان الخلايا السرطانية بطريقة ما اكثر حساسية تجاة الكيماويات من الخلايا الطبيبعة .

و قد يتم استخدامة قبل اجراء الجراحات عند الاورام الصلبة تحضيرا لها بهدف تسهيلها بحصرة وتقليصة للورم بما يعرف بالعلاج الكيماوى المبدئى المساعد , كما قد يتسخدم عقب انتهاء الجراحة واسئتصال الورم بهدف القضاء على اية خلايا ورمية قد تكون متبقية و للمساعدة فى تجنب عودة النمو الورمى , بما يعرف بالعلاج الكيماوى المضاف و الذى قد يتم تلقية ايضا دون العثور على اثر للخلايا السرطانية و لكن هناك عوامل معينة قد تدفع للتكهن و التنبؤ بإمكانية ظهور خلايا سرطانية من جديد و من هذه العوامل مثلا انتقال ورم ثانوى الى الغدد الليمفاوية .

 

مع تمنياتنا لكم بالصحة و السعادة . . .