الجديري المائي رغم عدم خطورته إلا أنة أكثر انتشارا في فصل الشتاء و بداية الربيع ، ويعد الفيروس المسبب له فيروس مدرسي ، حيث تنتقل العدوى بة بين تلاميذ المدارس نتيجة الاختلاط حيث يصيب 80 % من الأطفال اقل من عشر سنوات و تكون الإصابة مرة واحدة في العمر وينتقل فيروس المرض عن طريق الرذاذ من الفم والأنف أو بواسطة استخدام الأشياء الملوثة بالفيروس ولعل ابرز اعراضة المرضية المميزة هو ظهور بثور حمراء صغيرة على الجلد مسببة الهرش ثن تتطور مكونة حويصلات و قشور و يظل المرض معديا حتى تجف البثور وثمة فارق بين الجديري المائي و الجدري .

بداية يوضح الدكتور محمد بهائي السكري أستاذ علم وظائف الأعضاء بجامعة الأزهر الفرق بين الفيروسات و البكتيريا حيث تعد الأخيرة خلايا نباتية قابلة للتكاثر وإحداث الضرر داخل الجسم وإفراز السموم المختلفة ، بينما تنتمي الفيروسات إلى عالم أخر أدق لا ترى بالمجهر العادي وهى تكاد تكون جزيئات مركبة من الحامض النووي الذي يدخل في تركيب نوايا الخلايا وله القدرة على إدارة العمل فيها كما أن الفيروسات لا تستطيع أن تقوم بتوليد الطاقة التي تحتاجها بنفسها مثل البكتيريا بل تعتمد على الخلايا الحية التي تغزوها الفيروسات و تستغلها في توليد الطاقة لنفسها ، وهنا ياتى دور جهاز المناعة داخل الجسم ، فكلما كان قويا كان قادرا في كثير من الأحيان على قتل الفيروسات و التخلص منها ، و التخلص منها ، خصوصا عندما يكون المرء متمتعا بصحة جيدة ، خصوصا وان الفيروسات تستطيع أن تدخل الجسم عن طريق أية فتحة من فتحاته خصوصا الأنف و الفم ، و قد تغزو الجهاز الهضمي و الكبد و تنتقل مع الدم لمختلف أنحاء الجسم ، فتقتحم الخلايا و تتكاثر في باطنها وقد ينتهي بها الأمر إلى أن تدمرها ، ومع وجود ألاف الأنواع من الفيروسات إلا أن فيروسات الشتاء محددة و أشهرها الأنفلونزا و التهاب الكبد و الجدري و الجديري .

مضيفا أن هناك فرقا بين الجديري و الجدري فالأخير مرض خطيرا أوشك على الانقراض بسبب اكتشاف تطعيم له وجعل التطعيم إجباريا في السنة الأولى من العمر في معظم الدول المتقدمة ومنها مصر لأنها من أوائل الدول تقدما في التطعيمات .

أما ( الجديري ) فهو مرض أما ( الجديري ) فهو مرض بسيط واسع الانتشار يصيب الكثير من الصغار في سن المدرسة وهذا ( الجديري المائي يسببه فيروس ( فاربيلا – زروستر ) وهو مرض لدية القدرة و السرعة للانتشار من شخص لأخر ، خصوصا عن طريق الجهاز التنفسي حيث يدخل عن طريق الأنف أو الفم و ينتقل أيضا مع رذاذ عطس المريض او عند ملامسة البثور أو مشاركته في الطعام أو استخدام ادواتة .

أعراض الجديري .

ويشير د . السكري أن المرض يسبب بثورا حمراء صغيرة في الجلد بسبب الهرش ، وتمر البثور بمراحل عدة تشمل تكوين حويصلة ثم قشرة ويصاحب ذلك ارتفاع حرارة الجسم وبينما تجف بعض البثرات تظهر بثرات أخرى لتمر بنفس المراحل ، ويصاحب ذلك قلة الشهية للطعام والتهاب بالحلق و السعال ، وللآسف وهنا يحذرنا الدكتور السكري أن المريض يكون معديا حتى قبل لان تظهر البثور بصورة واضحة لمدة يوم أو يومين ويظل معديا حتى تجف البثرات ويحتاج ذلك إلى حوالي عشرة أيام .

سرعة العدوى

ويضيف د . مجدي بدران استشاري الأطفال و الحساسية أن الجديري المائي مرض شديد الانتشار ينتشر في الشتاء و بداية الربيع لذا فهو من الفيروسات المدرسية ، خصوصا لمن ليس لديهم مناعة ضد العدوى ، أما العدوى فتحدث عن طريق الرذاذ من الفم أو الأنف أو عن طريق استخدام الأشياء الملوثة بالفيروسات ولأنة شائع فهو يصيب ما يقرب من 80 % من الأطفال من عشر سنوات وتكون الإصابة مرة واحدة في العمر .

بينما يبلغ معدل الإصابات السنوية 90 مليون نسمة ، ولكن من هم المعرضون للإصابة ؟ يسير د . مجدي بدران على أن 95 % من البالغين بشكل عام لديهم مناعة ضد هذه الفيروسات بينما تحدث أكثر الإصابات في عمر الطفولة وان كان من الممكن أن يصاب الكبار حتى أعمار متقدمة .

أما عن الرضع فكلهم معرضون للإصابة بعد عدة أشهر من ولادتهم وذلك لاكتسابهم مناعة مؤقتة من أمهاتهم ، وإذا لم يسبق للام الإصابة بالعدوى وليس لديها أية مناعة ضد العدوى ، و بالتالي يصبح الوليد بدون حماية .

ونلاحظ أن خطورة المرض تزداد عند الحوامل بشكل خاص حيث يمكن ان تحدث تشوهات في الجنين خصوصا عند إصابة الحامل بة في الفترات الأولى من الحمل مع ملاحظة أن الإصابة تكون اشد كلما زاد عمر الطفل لذا نجدها أكثر قوة في البالغين .

ويتابع الدكتور بدران أن أهم أعراض المرض ( الطفح الجلدي ) وقد لا تظهر أية بوادر للمرض قبل ظهور الطفح عند الأطفال الصغار ، ليبدأ المرض بحدوث نوبة خفيفة شبيهة بنوبات الأنفلونزا و صداع خفيف و حرارة مرتفعة لا تستمر أكثر من أربعة أيام إلا مع نقص المناعة فإنها تطول ويحدث احتقان في الحلق وسيلان الأنف ، وذلك بعد أسبوعين من العدوى وقبل 36 ساعة من ظهور الطفح الجلدي حيث يبدأ ظهور الطفح الجلدي في الصدر و البطن وبصورة اقل على الإطراف وفروه الرأس ، ثم تظهر تباعا مجموعات من الطفح الجلدي على هيئة بقع حمراء ثم حبيبات ثم فقاقيع مائية صغيرة ثم حويصلات سرعان ما تنفرج وتتغطى بقشرة تجف وتترك بثورا ، مع العلم أنة قد تتزامن مراحل مختلفة من الطفح في الوقت نفسه أما الحويصلات فهي حمراء تشبه شكل قطرات الندى وربما يصل تعداد مفردات الطفح إلى 1500 ، ولكن عادى ما يتراوح عدد مفردات الطفح من ( 250 : 500 ) وتبدأ هذه الحويصلات في التقشير خلال 6 – 8 ساعات مع ملاحظة أن هذا الطفح يصاحبه حكة شديدة ، لافتا إلى أنة في بعض الحالات ومع ازدياد الطفح فقد ينتشر ليشمل الأغشية المخاطية في الأنف و الحلق و الملتحمة بالعين وقد يصل أيضا للمستقيم و المهبل ليستمر لعدة أيام قد تصل لأسبوع ليبدأ في مرحلة القشر ويستمر حوالي من 10 – 12 يوما ومع ملاحظة أنة كلما كانت مناعة المريض قوية استطاع التغلب على الأعراض و التخلص من المرض سريعا .

زوال المرض

يتفق كلا من الدكتور السكري والدكتور بدران أنة بعد انتهاء الإصابة وزوال القشور تصبح لدى المريض مناعة دائمة ضد المرض ، عكس التطعيمات التي تكتسب مناعة مؤقتة لا تدوم أكثر من خمس سنوات ، ليبقى الميكروب كامنا في الجهاز العصبي تحت سيطرة جهاز المناعة ولا ينشط إلا عند نقص المناعة أما زوال معظم القشور وهى المرحلة الأخيرة من المرض فتكون بعد اقل من 20 يوما من بدء الطفح وتظل دائما قوة المناعة للجسم في كل مراحل العمر الحصن المانع لاى فيروس ، وأيضا تبقى الوقاية خير من العلاج حيث ان طرق انتشار هذا المرض معروفة ويمكن اتقاء شرها بالوعي و المفهوم الصحيح لطرق العدوى ، و بالتالي تجنبها .