بإمكان الأطباء ، مساعدتك في الوقاية من بعض الأمراض بإجراء اختبارات الكشف عن الأمراض و بإعطائك التطعيمات ، غير أن تأثير ما يستطيع طبيبك عمله ضئيل بالمقارنة بما يمكنك أنت عمله من أجل ذاتك عن طريق تناول وجبة متوازنة من العناصر الغذائية ، و التريض ، و عدم الإنزلاق إلي هاوية المواد المسببة للإدمان ، و الابتعاد عن المغامرات الجنسية غير مأمونة العواقب .

و لعلك تقرر إجراء تلك التغييرات ببطء ، و إدخال الممارسات الصحية إلي حياتك شيئاً فشيئاً ، أمر واحد يمكننا أن نقوله لك و نحن مطمئنون ، إذا كنت متمتعاً بالصحة حالياً و ترغب في الاستمرار كذلك ، فإن اتباع النصائح التي يقدمها هذا الفصل لهو أفضل السبل نحو جماية صحتك .

إن الحياة مجموعة من الخيارات ، بعضها يصبح ذا أهمية و بعضها الآخر ليس مهماً ، و اختباراتك قد يكون لها أثر بالغ علي صحتك ، فإذا اتبعت النصائح المقدمة في هذا الفصل ، فسوف تكون قد تسلمت بحق مسئوليتك عن صحتك ؛ و تكون قد سرت علي الطريق الصحيح نحو أفضل فرصة ممكنة للاحتفاظ بحياة مديدة تملؤها الصحة و العافية .

1 – تناول غذاء صحياً

هناك أطعمة ( طيبة ) و أخري ( رديئة ) لكنها لا تكون طيبة أو رديئة إلا إذا تم تناولها بإنتظام و علي امتداد فترة زمنية طويلة ، فهي مسألة توازن ، لكنها في واقع الأمر أكثر تعقيداً من هذا .

بعض الطعام يبدو جيداً لك إذا تناولته باعتدال ، لكنه يكون سيئاً إذا أفرطت فيه . و لعل أبرز مثال هنا هو ( اللحوم الحمراء ) التي تحوي عنصر الحديد الثمين لكنها تحوي أيضاً في الغالب قدراً عظيماً من الدهون المشبعة ، لذا ينبغي تناولها باعتدال .

كلنا تقريباً قد يتناول بين الحين و الآخر أطعمة ( أقل من يقال عنها صحية ) و لا عيب في هذا ، فهذه الأطعمة ليست مثل السم سريع المفعول ؛ أي أنك لن تمرض إذا تناولت منها لقمة واحدة ، فمن منا لم يتناول في حياته مطلقاً قطعة ضخمة من كعكة الشيكولاته .

و النقطة هنا أن اختيارات الطعام المنتظم التي ستتخذها عبر شهور و سنوات يمكنها أن تؤثر في صحتك ، فمن الصحيح فعلاً أن الطعام الغني بالأغذية الشاملة مثل الخضراوات ، الحبوب و الفواكه ، التي تحتوي علي الألياف و الفيتامينات و المعادن القيمة ، يفيد صحتك .

2- مارس الــرياضــة بإنتظام :

إجعل التمرينات الرياضية جزءاً من حياتك اليومية ، النشاط المعتدل – مثل صعود السلم بدلاً من المصعد أو المشي إلي المتجر بدلاً من الذهاب بالسيارة يقدم لك فوائد صحية جمة ، حتى إذا لم يستمر النشاط لأكثر من 5 إلي 15 دقيقة فحسب .

و رغم أن ممارسة ثلاثين دقيقة من التريض يومياً لا تزال أمراً مثالياً ، إلا أنك لست بحاجة للأشتراك في ناد صحي أو أمتلاك جهاز للتريض عليه ، إبدأ بتمرينات الشد لمدة عشر دقائق يومياً و أكملها بعشرين دقيقة من المشي الرياضي في الصباح ، أو ساعة غذائك أو في نهاية اليوم .

إن مفتاح الصحة يكمن في التحرك و أن تصبح التمرينات المنتظمة جزءاً لا يتجزأ من روتين حياتك اليومية ، و حتي التمرين العنيف قد يساعد علي الحياة بصورة أفضل و كذلك لفترة أطول .

3- لا تستعمل المواد المسببة للإدمان

التدخين هو أول سبب للوفاة قابل للمنع في الولايات المتحدة ، حيث إنه مسئول عن وفاة اكثر من 400 ألف شخص سنوياً ، رغم أن هناك انخفاضاً في إجمالي أعداد المدخنين ( يعود في الغالب للكبار الذين يقلعون عنه ) ، إلا أن هناك في المقابل زيادة منذرة في أعداد المراهقين المدخنين ، و كذلك ارتفاع رهيب في أعداد مدخني السيجارة و الغليون ( البايب ) .

أغلب المدخنين يبدءون التدخين قبل سن العشرين ، و لعل هذا هو سبب الأهمية الشديدة كي لا يبدأ الصغار في التدخين من الأصل ، و حتي إذا كنت قد دخنت لفترة زمنية طويلة ، فإن جسدك يبدأ في مداواة الكثير من الأضرار التي وقعت لك بمجرد أن تتوقف ؛ فعليك أن تقلع عن التدخين مهما كان الوقت متأخراً .

الكحوليات أيضاً قد تسبب الإدمان ، إذا تناولها المرء بجرعات أكبر من الجرعات المتوسطة ، و إدمان المواد المخدرة المجرمة قانوناً مثل الكوكايين أو المورفين ليس له أية فائدة مطلقاً إذا استخدم للأغراض الترفيهية ( علي عكس إستخدامه طبياً ) .

و مثل إدمان الكحوليات ، فبمجرد أن تسقط في فخ إدمان المواد المخدرة تصبح متعتك الوحيدة هي تجنب الألم الذي تحدثه أعراض الانسحاب .

4- ابتعد عن المغامرات الجنسية غير مأمونة العواقب

الجنس غير الأمن قد يؤدي إلي إنزلاق في الحمل السفاح و الأمراض التناسلية ، و هناك علي الأقل 25 مرضاً تناسلياً تشمل العدوي بالفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم و فيروس نقص المناعة البشرية ، المسبب لمرض الإيدز .

أفضل السبل للوقاية من الأمراض التناسلية الابتعاد عن ممارسة الجنس خارج إطار الزواج و استعمال الواقي الذكري و الأنثوي ، و كلما قلت مغامراتك الجنسية ، قلت مخاطر تعرضك للعدوي بالأمراض التناسلية فالعفة و الشريك الواحد هو أأمن سلوك يقيك شر هذه الأمراض ، ففي الولايات المتحدة مثلاً و نظراً لأن العديد من المراهقين نشطون جنسياً ، يصبح من المهم للأباء التحدث مع أطفالهم في سن مبكرة عن الجنس و مخاطر النشاط الجنسي .

5- أجر فحوصاً طبية دورية ( و أفحص نفسك بنفسك )

حتي تكتشف المشكلات الصحية مبكراً ، أنت بحاجة لفحص أجزاء معينة من جسمك و إجراء بعض اختبارات الكشف بإنتظام ، غير أن الاختبارات المنتظمة ليست مقصورة علي طبيبك وحده ، فهناك بعض الفحوصات الذاتية و منها فحوصات الجلد ، و الثديين ، و الخصيتين ، التي ينبغي عليك إجراؤها بانتظام ، هناك أيضاً بعض اختبارات الكشف مثل ضغط الدم التي يمكنك إجراءها بنفسك .

و إذا كنت من المصابين بحالة مزمنة ( أي مستمرة لفترة طويلة ) مثل السكر ، فهذا أيضاً مرض يحتاج لمراقبة بإستمرار ، طبيبك سوف يقوم بشكل دوري بفحص حالتك ، لكن من المهم لك كذلك أن تراقب نفسك مستخدماً الأختبارات المنزلية التي يوصي بها طبيبك .

للمزيد من المعلومات بخصوص التحاليل و الفحوصات الطبية المنزلية اضغط هنا

6- تجــنب التعرض للإصابات

الإصابات مسئولة عن نسبة مئوية لا بأس بها من المعاناة و الوفيات المبكرة ، حتي منزلك ، الذي يعتبر عادة ( مأوي ) آمناً ، قد يحتوي علي أخطار عددية تهدد الصحة و السلامة ، لقد تقدمت العلوم الطبية في معرفة الكثير عن أساليب الوقاية من الإصابات ، فتعلم الخطوات التي يمكنك اتخاذها حتي تحافظ علي سلامة أسرتك .

7- تــكــيف مع الضغوط المحيطة

لا تكاد تخلو حياة أي منا من الضغوط ، و ليست جميع الضغوط ضارة بالنسبة لك غير أن الضغط المفرط قد يؤدي إلي أعراض مزعجة قد يكون لها مردود علي صحة ، فتعلم الأساليب التي تيسر عليك خفض كم الآثار العكسية للضغوط .

للمزيد من المعلومات عن كيفية التأقلم مع الضغوط النفسية اضغط هنا

8- تحصن بالتطعيمات

التطعيمات ضد العديد من الأمراض الرهيبة حققت أثراً إيجابياً هائلاً علي الصحة خلال الخمسين عاماً الماضية ، من السهل أن تعتبر هذا التأثير أمراً مسلماً به ، و كثير من الناس يفعلون ذلك ، لكن ينبغي عليك ألا تحذو حذوهم ، فمن الضروري للأطفال أن يحصلوا علي التطعيمات المطلوبة و البالغون كذلك يحتاجون لتطعيمات منتظمة .

للمزيد من المعلومات عن تطعيم الانفلونزا اضغط هنا

للمزيد من المعلومات عن تطعيم فيروس أ الكبدى اضغط هنا