Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-05-28 16:28:23Z | |

 

مع الانفتاح و التقدم التكنولوجى انتشرت بكل أسف فى مجتمعاتنا العربية ما يعرف بالافلام الاباحية او الافلام الجنسية التى تعرض مشاهد عارية لأشخاص يمارسون الجنس وتلقى هذه المواد رواجا فى اوساط المراهقين من الجنسين . الكثير من الشباب يمر بهذه المرحلة اما بصورة عابرة يندم بعدها ويتوقف لكن البعض الاخر يدمن مشاهدة تلك المقاطع الاباحية بصورة مستمرة لدرجة انه قديتقدم به العمر و هو لا يزال غير قادر على التوقف عن مشاهدة المقاطع الجنسية او الافلام الاباحية .

غالبا ما تكون البداية فى سن المراهقة المبكرةاو حتى المتأخرة و تكون مجرد فضول أو حب استطلاع لهذا الشىء و غالبا ما يقترن الامر بتواجد الاصدقاء او بمعنى ادق قرناء السوء الذين يزينون هذا العمل و يمنونه بما سيحصل عليه من معرفة و ما سيلقاه من متهة جراء مشاهدة الافلام الجنسية و هو أمر لايمت للواقع بأى صلة .

و نظراً لحداثة السن و عدم نضوج الشخصية بالقدر الكافى فى تلك المرحلة فإن الصبى او الفتى المراهق ينساق خلف هذه الامور مرة تلو الأخرى لا سيما و ان كان من حوله يدفعونه نحوذلك سواء بطريق مباشر او غير مباشر .

أهم أسباب و دوافع مشاهدة الأفلام الجنسية :

  • حب الاستطلاع و معرفة الأمور التى لا يتحدث عنها أحد بدافع الحرج و غيره .
  • عدم وجود اى مصدر للثقافة الجنسية بصورة جادة و لا يكاد يتعرف الصبى او الفتاة على تركيب اعضاؤه التناسلية الا بالصدفة او من مواقع الانترنت و بعضها يكون مواقع مشبوهة او يعرض مواد جنسية صريحة .
  • الفراغ و عدم وجود هدف حقيقى او مشروع حيوى يكرس الفرد حياته لأجل تحقيقه .
  • حالات التوتر النفسى و التوتر .
  • التفكك الأسرى عامل هام جدا اذ لوحظ فى الأسر التى تعانى تفككا أسريا يعانى الاطفال و المراهقين فى تلك الاسر من حالات قلق او توتر نفسى تدفع بهم نحو الكثير من الانشطة الضارة و من ضمنها مشاهدة الافلام الاباحية .
  • ضعف الوازع الدينى حيث أن الاشخاص الذين لديهم قيم و معتقدات دينية راسخة تمنعهم من الانخراط فى تلك المشاهدات القبيحة و التى ترفضها كافة الأديان .

تأخر سن الزواج فى حد ذاته ليس سببا لإدمان المشاهد الجنسية و ذلك نظرا أن تلك العادة غالبا ما تتطور مع صاحبها منذ سنوات المراهقة المبكرة او المتأخرة و نادرا ما يدمن شخص تلك المواد الاباحية فى سنوات الشباب المتأخرة الا فى حالات معينة أهمها عدم الاستقرار الأسرى تحديدا ما يتعلق بالنواحى الجنسية فيلجأ الى تلك المشاهد بدعوى انها على سبيل التعويض النفسى و لكنها للأسف تزيد الطين بلة لأسباب متعددة نذكرها لاحقاً .

 

هل هناك فرق بين الذكور و الاناث فى الإقبال على مشاهدة الافلام الجنسية ؟

ربما يعتقد البعض ان الاناث بصفة عامة – نظرا لعوامل مثل الخجل و الحياء – لا يقبلن على مشاهدة المواد الخادشة للحياء الا ان بعض التقارير تشير ان نسبة من الفتيات يقعن فى هذا المستنقع فى فترة من حياتهن و غالبا ما يكون بسبب حب الاستطلاع و قرناء السوء و لكن الراجح أن ادمان مشاهدة الافلام الجنسية أكثر شيوعا بين الذكور و هذا لا ينفى ان الجنس الناعم احيانا يقبل على مشاهدة الافلام الجنسية بدافع الفضول !!

أضرار مشاهدة الافلام الجنسية

  • الانفصال عن الواقع
  • الشعور بالذنب
  • الاصابة ببعض الاضطرابات النفسية
  • كثيرا ما يكون الأمر مصحوباً باضطرابات جنسية مثل ادمان العادة السرية و سرعة القذف
  • اضطرابات فى الحياة الاسرية و العلاقة الزوجية .

ما هى مخاطر مشاهدة الافلام الاباحية و تأثيرها على الحياة الزوجية ؟

الكثيرون ممن يروج لتلك الافلام انها تقدم المعرفة اللازمة لكيفية ممارسة الجنس بصورة سليمة او طرق ممتعة والى اخر ما تروج له بعض القنوات المنحلة و المواقع و المجلات الخليعة ، إلا أن الواقع يركد عكس ذلك !!! نعم . . الأمر عكس ذلك تماما فتلك الافلام و من يقدمونها لا يريدون تقديم علم نافع و لا يريدون سوى تحقيق ارباح بأى طريق حتى و لوكان الطريق يتضمن ايذاء الاخرين.

لك أن تعرف أن الافلام الجنسية يتم تصويرها على عدة مقاطع و مراحل ثم يعاد ترتيبها و تركيبها لتعطى مشهدا واحداً طويلاً مثيراً يقوم فيه الرجل و المرأة بممارسة عدة أوضاع للجماع لمدة قد تزيد عن ساعة متصلة و سط مؤثرات ضوية و صوتية تزيد الأمر سخونة . فيكون المشهد النهائى هو فى الحقيقة مشهد صناعى لا علاقة له بالواقع !! . هذا مجرد جزء واحد من خدع تلك الافلام التى يتفننوا بها لاثارة المشاهد .

فتجد الفتى المراهق او الشاب الصغير و قد شاهد تلك المشاهد مراراً و تكراراً و انطبعت تلك الصور المتكررة داخل ذهنه مما ينمى فى عقله اللا واعى او ما يسمى العقل الباطن معان مغلوطة منها أنه يعتقد العلاقة الجنسية بين الرجل و المرأة يجب ألا تقل عن ساعة من الممارسة الساخنة تستخدم فيها كافة الاوضاع و هو ما ينافى الواقع لكنه كما قلنا يكون منفصل عن الواقع حتى اذا تزوج وجد الأمر على غير ما هو مستقر فى عقله الباطن فيصاب بإحباط شديد و قد يشك فى قدراته الجنسية و يتجه نحو تعاطى المنشطات الجنسية بدون داعى و قد يتطور الأمر لتناول بعض أنواع المخدرات لأجل تحقيق لحظة كالتى طالما أدمن مشاهدتها فى المشاهد الجنسية التى أوقع بنفسه فى وحلها . و لكن هل يتوقف الأمر هنا ؟ للأسف لا . غالبا لا يتوقف الأمر عند ذلك . بل يتطور و يمتد الى اضطراب شديد فى العلاقة بين الرجل و زوجته فتجده كثيراً ما يلقى باللائمة علىها . و لما لا و هى ليست فى نفس مستوى جمال من يشاهدهن فى افلام الجنس و الاتى تم اعدادهن و تحضيرهن لتصوير تلك المشاهد التى تم اعدادها لتدمير من أدمنها .

الأمر ذاته ينطبق على الفتاة أو المرأة التى أدمنت تلك المشاهد و الصور و تظن أن العلاقة الجنسية لا بد أن يكون بها رجل او شاب مفتول العضلات قادر على فعل كل شىء لمدة طويلة دون أدنى شعور بأى تعب أو إجهاد و هو أيضاً أمر غير واقعى و مع ادمانها لتلك المشاهد ينطبع فى ذهنها تلك الصورة المغلوطة على ان ذلك هو ملخص الزواج !! حتى اذا تزوجت وجدت الأمر دون ذلك فتصاب بالإحباط الشديد و قد تتهم زوجها صراحة بالضعف الجنسى أو تصمت و تتكتم الأمر و هى من داخلها غير راضية و تشعر بالحرمان .

فتكون المحصلة النهائية عدم التتاغم و لا التفاهم بين الزوجين و تتحول العلاقة الزوجية التى هى بالأساس مبنية على المودة و الرحمة الى علاقة حيوانية مبنية على شكل الجسد و قابليته لممارسة الجنس فى كل الاوقات و بكل الاوضاع بصورة تحقق أقصى درجات الامتاع و الاشباع و هو أيضاً كلام غير واقعى .

و هنا ننوه على شىء هام يتعلق بهذا الأمر و لا يقل أهمية عنه ألا وهو أهمية التفاهم بين الزوجين فى ما يتعلق بالنواحى الجنسية و أن يكون هناك قدر كافى بينهما من المصارحة فى ما يتعلق بالعلاقة الحميمة بينهما و معرفة كل طرف لرغبات الأخر و محاولة تلبيته له و هو الأمر الذى سيكون دافعاً للطرف الأخر ان يلبى احتياجاته هو الأخر .

ماذا لو يعانى أحد الزوجين من مشكلة جنسية ؟

من المتوقع جدا أن يمر اى رجل أو امرأة بفترة أو أكثر على مدار حياته تضطرب فيها صحته الجنسية لأسباب نفسية أو عضوية . كان هناك خلل او اضطراب او تقصير من أحد الطرفين فمن الواجب على الطرف الاخر بدلاً من لومه ان يحتويه و يتفهم منه الأمر و أن يعملا معاً على تجاوزه سواء بالتفاهم الشخصى او التدخل الطبى لو لزم الأمر . لكن بكل أسف نجد أن مجتمعاتنا العربية تتميز فى المجمل بالتكتم الشديد فى كافة ما يتعلق بالأمور الجنسية بداية من اعتبار تلك الامور من المحرمات التى يمنع الحديث عنها اضافة الى منع تدريس اى شىء عن الثقافة الجنسية فى كافة المراحل التعليمية حتى ان كثيراً من كليات الطب ليس بها اقسام لتدريس النواحى الطبية المتعلقة بالنواحى الجنسية و يكتفى بالذهاب الى طبيب امراض الذكورة او طبيبة امراض النساء .

و ختاما . . اذا كنت انت او احد اصدقائك او معارفك من مدمنى الإفلام الجنسية . . اليك عدة خطوات و طرق للإقلاع عن مشاهدة الافلام الاباحية

  • الإقتناع الداخلى بضرر هذا الأمر و تأثيره الضار على من يقوم به .
  • الرغبة الحقيقية فى الاقلاع عن تلك المشاهدات المدمرة .
  • الاستعانة بالله تعالى و الجدية فى الأمر .
  • الانشغال بالأمور النافعة مثل التعليم او العمل او الاثنان معاً .
  • الابتعاد عن اصدقاء السوء فهم من يزينون تلك الامور فى البداية و لا ينفعوك حين يقع عليك الضرر البالغ و تدمر حياتك الأسرية .
  • الاهتمام بشريك الحياة و اهمية التفاهم معه فى كل كبيرة و صغيرة .
  • ممارسة الرياضة .
  • الانشغال بأعمال الخير مثل تقديم المساعدات الخيرية او الانضمام للقوافل و غيرها .
  • الابتعاد عن الاماكن التى تعودت ان تقوم فيها بتلك المشاهدات القبيحة .
  • عدم الترويج لتلك الأمور بأى حال من الأحوال و لا الحديث عنها و لا حتى على سبيل الدعابة او السخرية .

و فى هذا السياق يجدر الاشارة أن هناك وسائل اعلام تستشعر المسئولية و يستحق الاشادة بها فى هذا الصدد و على رأسهم مؤسسة جوجل العملاقة و التى تعد أكبر محرك بحث على وجه الأرض و التى تمنع تلك المواقع من الظهور عبرها حفاظاً على زوار الموقع و حماية لهم من الوقوع فى هذا الوحل الذى نتمنى أن يختفى تماما من مجتمعاتنا .

مع تمنياتنا للجميع بحياة سعيدة هانئة . . .