ما هى الغيبوبة الكبدية ؟

و ما هى الأسباب التى تدفع مريض الكبد المتكافئ إلى حدوث ما يسمى بغيبوبة الكبد ؟

و هل يمكن تلافى تلك الغيبوبة و منع الدخول فيها ؟

معلومات كثيرة تعتبر شديدة الأهمية لمرضى الكبد و للمحيطين بهم من الأقارب و الأهل و الأصدقاء الذين يعايشون مرضى تليف الكبد ، هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال …

02

 

ما هى الغيبوبة الكبدية أو ما يعرف طبيا بإعتلال الدماغ الكبدى ؟ …

هو التغير فى كيفية عمل المخ نتيجة فشل الكبد سواء بسبب مرض مزمن كتليف الكبد أو مرض حاد مما يؤدى إلى مجموعة من الأعراض العصبية و النفسية ، في الإنسان الطبيعى يتعامل الكبد مع المواد السامة ويحولها لمواد غير سامة لتخرج خارج الجسم ولكن مع الاختلال الشديد في وظيفة الكبد تتراكم المواد السامة في الدم و تصل إلى خلايا المخ مما يؤدى إلى اختلال فى وظيفة تلك الخلايا و لذلك تحدث غيبوبة الكبد فى المراحل المتأخرة لمرضى تليف الكبد الغير متكافئ نظرا لعدم قدرة الكبد على التخلص من تلك السموم.

ما هى الأعراض و العلامات التى يمكن ملاحظتها على مريض الكبد لنعرف أنه على أبواب الدخول فى غيبوبة كبدية ؟

هناك مجموعة من الأعراض العصبية و النفسية و السلوكية تظهر على المريض ، و تتراوح ما بين أعراض خفيفة فى الوظائف الادراكية و العقلية مثل عدم قدرة المريض على رسم صورة صغيرة أو عدم قدرته على توصيل عدد من النقاط على ورقة بيضاء و غيرها من الاختبارات البسيطة التى تقيس القدرة العقلية للمريض مع ضعف فى الذاكرة وصعوبة فى الكتابة .

تحدث أيضا اضطرابات فى نوم المريض فيميل إلى عكس الليل و النهار فيميل للنوم نهارا و الاستيقاظ ليلا .

كما قد تحدث تغيرات مزاجية و تغيرات سلوكية فيميل المريض إلى العصبية و عدم القدرة على الحكم السليم و اضطراب و بطء فى التفكير و الحركة و الكلام قد يصل إلى أن يكون كلامه مشوشا و غير مفهوما مع سلوك غير لائق و ردود أفعال بدائية ، بالإضافة إلى ذلك يكون هناك رعشة فى اليدين مع وجود أيضا رائحة كريهة للفم.

[box type=”shadow” ]تتراوح غيبوبة الكبد من خلل بسيط فى الوظائف العقلية في الحالات الخفيفة إلى غيبوبة في الحالات الشديدة وإذا تركت الحالة دون علاج يمكن أن يؤدى اعتلال الدماغ الكبدي الحاد إلى الموت و لذلك يتم تقسيم الغيبوبة الكبدية إو إعتلال الدماغ الكبدى إلى مرحلتين هامتين كما سنوضح الأن[/box]

– مرحلة ما قبل الغيبوبة :

حيث يعانى المريض من اضطراب فى مستوى الوعي ، نقص في التركيز ، اضطرابات فى النوم ، تغيرات فى شخصية المريض ، الميل للعصبية ، رعشة فى اليدين أو عدم التحكم فى البول و البراز

[box type=”shadow” ]و هنا تأتى أهمية أن يلاحظ المحيطين بالمريض عند حدوث اى تغيرات على الوظائف الادراكية و السلوكية للمريض أن يبادروا باستشارة الطبيب المعالج حتى يمكن تلافى الدخول فى المزيد من مراحل الغيبوبة الكبدية.[/box]

– مرحلة الغيبوبة الكاملة :

هل تحدث تلك الغيبوبة لأى مريض كبد مزمن ؟ و هل هناك عوامل تساعد على حدوثها؟

حتى لا يكون الموضوع مرعبا لمرضى الكبد خاصة مع تزايد مرضى الكبد المزمن فى مصر بسبب الالتهاب الكبدى بفيروس سى فيجب أن نعرف أن تلك الحالة تحدث فقط مع الحالات المتأخرة من تليف الكبد الغير متكافئ بمعنى أن الكبد غير قادر على القيام بوظيفته بالتخلص من السموم النيتروجينية و أيضا مع وجود ما يعرف بارتفاع ضغط الوريد البابى الكبدى، و بالتالى تعتمد غيبوبة الكبد أو اعتلال الدماغ الكبدى على تفاقم حالة الكبد و ليس أى مريض كبد ، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى التى يسهل علاجها أو تلافيها و هذه العوامل تؤدى إما إلى زيادة نسبة السموم النيتروجينية بما لا يتوافق مع قدرة الكبد على التعامل معها أو تؤدى إلى زيادة سوء حالة الكبد.

و هذه الأسباب عديدة و أهمها:-

  • الافراط فى تناول البروتينات الحيوانية :

[box type=”note” ] يجب التنبيه على أنه ليس كل مرضى الكبد يتم تقليل كمية البروتين فى طعامهم حيث أنه من الأخطاء الشائعة عندما يعرف أحد المرضى أنه مريض بالكبد يتوقف عن أكل الكمية المناسبة من البروتين مما يؤدى إلى هزال و سوء تغذية ، و تكون المشكلة مع البروتين الحيوانى فقط مع المرضى الذى يخشى من دخولهم بغيبوبة كبدية و هنا يجب استشارة الطبيب المتخصص فى التغذية المناسبة لكل مريض حسب حالته[/box]

  • الافراط فى استعمال مدرات البول
  • نتيجة لنزيف الجهاز الهضمى بسبب دوالى المرئ أو المعدة أو قرحة المعدة
  • ارتفاع درجة حرارة المريض نتيجة الإصابة ببعض الميكروبات
  • الإمساك الشديد
  • الجفاف (بسبب عدم شرب كمية كافية من السوائل أو بسبب الفقد عن طريق الاسهال أو القئ)
  • نقص صوديوم الدم وغالبا ما تنشأ نتيجة للعلاج مدر للبول، أو نتيجة الاستسقاء في مراحل متقدمة من تليف الكبد.
  • استعمال بعض الأدوية مثل المهدئات و الأدوية النفسية
  • قد لا يكون هناك سبب واضح و انما هو تطور لتدهور حالة الكبد.

و الآن نأتى لسؤال هام … كيف يتم إذن التعامل مع مريض الغيبوبة الكبدية؟ (( علاج غيبوبة الكبد))

عند ملاحظة دخول مريض فى مراحل الاعتلال الدماغى الكبدى أو الغيبوبة الكبدية يتم عمل الآتى:

أولا فى مرحلة ما قبل الغيبوبة الكبدية

  • يتم عمل حقنة شرجية للمريض كل 8 أو 6 ساعات.
  • استخدام شراب اللاكتيلوز 2 ملعقة كبيرة كل 8 ساعات.
  • إيقاف مدرات البول.
  • علاج أى عدوى بالمضادات الحيوية المناسبة .
  • تنظيم الغذاء و منع استخدام البروتينيات الحيوانية في تغذية المريض لحين استقرار حالته.

ثانيا فى حالة الغيبوبة :

يجب نقل المريض للمستشفى حيث أن المريض فى هذه الحالة يحتاج لرعاية طبية و تمريضية خاصة مثل الحفاظ على استقرار العلامات الحيوية و الحفاظ على التنفس و مستوى السكر بالدم ، و أيضا لمعرفة سبب الغيبوبة حيث أن بعض حالات الغيبوبة قد تكون مصحوبة بنزيف داخلي من دوالي المريء أو المعدة ، أو البحث عن عدوى مثل التهاب الغشاء البريتونى البكتيرى أو أى عدوى أخرى ، أو استبعاد أى أسباب أخرى للغيبوبة غير الغيبوبة الكبدية مثل ارتطام الرأس مثلا ، أو انخفاض مستوى السكر بالدم ، أو اعتلال بوظائف الكلى ، قد يحتاج المريض إلى عمل بعض الفحوصات التى تساعد على معرفة السبب الحقيقى للغيبوبة و هل هى غيبوبة كبدية أم غيبوبة لسبب آخر ، و ما هو سبب الغيبوبة الكبدية .

و الآن .. نأتى للسؤال الأهم ….

كيف يمكن الوقاية من غيبوبة الكبد ؟

يمكن تقليل فرص الدخول فى الغيبوبة الكبدية أو اعتلال الدماغ الكبدى باتباع الآتى:

  1. اتباع التعليمات الغذائية المناسبة لحالة الكبد حسب توصية الفريق الطبى و الطبيب المشرف على الحالة حيث تختلف التغذية من مريض لآخر حسب حالة الكبد و حسب أى أمراض أخرى مصاحبة .
  2. مراجعة الطبيب فى الأدوية التى يتم تناولها .
  3. ملاحظة الأعراض المبكرة لما قبل الغيبوبة و خاصة من المحيطين بالمريض حتى يتم التعامل مع المشكلة فى وقت مبكر .
  4. مريض تليف الكبد لا يجب أن يعانى من إمساك و لذلك يتم أخذ شراب اللاكتيلوز الملين للحفاظ على عدم وجود إمساك لدى المريض .
  5. ملاحظة أى اعراض أخرى لمرضى تليف الكبد مثل القئ الدموى أو وجود براز طرى أسود يدل على وجود نزيف بالجهاز الهضمى ، أو ارتفاع درجة الحرارة ، و استشارة الطبيب المعالج بشكل مبكر قبل حدوث المزيد من المضاعفات.

تمنياتنا بدوام الصحة و العافية .

د. محمد محمود مقبل

أخصائى أمراض الباطنة و الجهاز الهضمى و الكبد و المناظير