ما هو الخجل الإجتماعي ( السوشيال فوبيا )
يعتقد الكثير من علماء النفس المتخصصون الذين أجروا أبحاثا شاملة ومقننة في قضايا نفسية ومتعددة تتعلق بالخجل الاجتماعي وكيفية التغلب عليه؛ مما توصلوا إلى أن الخجل عبارة عن عوامل وانفعالات تحدث على فترات مختلفة ومناسبات متعددة؛ مما تدل وتعطي فكرة واضحة عن صفة مستمرة من صفات الطبع والسلوك الإنساني التي تميز الفرد عن غيره وتؤثر في حياته وتصرفاته وأفكاره السلوكية في المجتمع الإنساني والعرف الاجتماعي.
التعريف بالخجل الإجتماعي
يعرف الخجل الاجتماعي باختصار هو: ما توصل إليه علماء النفس والمتخصصون بعلم الشخصيات والسلوكيات أن هذه البادرة والعارضة إنما هي أمر بديهي، ولكن الأمر غير طبيعي عندما يصبح الخجل صفة من صفات الطبع، حيث يؤكد العلماء أن أزمة الخجل لا يمكن لها أن تحدث إلا بوجود شخص أو عدة أشخاص .
ولذلك يعتبر الخجل نمط من أنماط الخوف يتسم بالاضطراب ينتج عن احتكاك الشخص بالآخرين، كما انه عبارة عن مرض اجتماعي ونفسي يستحوذ على مشاعر وأحاسيس الفرد منذ الطفولة كما انه نتاج الخوف والقلق والضعف؛ مما يؤثر على طاقته الفكرية ويشتت قدرته الإبداعية وأفكاره العقلية ويشل حركته وتصرفاته تجاه الآخرين.
أسباب الخجل الإجتماعي
لقد توصلت الكثير من الأبحاث والدراسات في ذلك الموضوع إلى أن الأسباب المؤدية إلى الخجل الاجتماعي أو الخوف تظهر بصفة كبيرة في فترة المراهقة مع احتمال ظهورها قبل أو بعد تلك الفترة العمرية وهناك كثير من المتخصصون في الأمراض النفسية يؤكدون إلى أن هناك الكثير من الأشخاص يعانون من تلك المشكلة؛ لأنها تسبب لهم المشاكل الكثيرة والأزمات، ولذلك فقد صنف العلماء هؤلاء الأشخاص إلى فريقين هم:
- مجموعة التنفيذ : وهم الأشخاص الذين يتعرضون لتوتر شديد عند قيامهم ببعض الأعمال أمام الناس وهذه الأعمال تتضمن إلقاء خطاب على سبيل المثال.
- مجموعة التفاعل : وهم الأشخاص الذين يخشون أي مواقف يمكن أن تحدث لهم نتيجة تفاعلهم مع المجتمع المحيط به مثل التعرف على أشخاص جديدة.
ومن أهم الأسباب التي قدمها علماء النفس تتلخص باختصار في أربعة أسباب مهمة وهي كالآتي:
1- الشعور بعدم الأمان وهو ما يؤدي إلى شعور الفرد بعدم الطمأنينة وهذا يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس والاعتماد على الغير وعدم الغوص في مغامرات اجتماعية كما أنهم يشعرون بالإحراج وعدم ممارسة المهارات الاجتماعية مما يشكل الخجل دائرة مفرغة بالنسبة للشخص فيصبحون أكثر خجلا.
2- الإعاقات الجسمانية حيث أن هناك أطفال كثيرون يشعرون بالخجل منذ ولادتهم عل العكس من أطفال آخرين يتميزون بالجراءة فى التعامل مع الاخرين أما الأطفال الآخرون فيشعرون بالخجل؛لأنهم منذ ولادتهم وطفولتهم وهم يميلون إلى الانطوائية ومن المحتمل أن يستمر هذا النوع من السلوك مع الأطفال طوال حياتهم.
3- الخوف الزائد من الأبوين على الأطفال احد الأسباب المؤدية إلى الخجل الاجتماعي؛ مما يدفع هؤلاء الأطفال الى عدم الميول إلى الحياة الاجتماعية حيث يوجد لدى بعض الإباء أيضا بعض الشعور بالمسئولية تجاه الطفل لذلك فهم يقومون بالقيام بالإعمال الواجبية لأطفالهم بدلا منهم.
4- النقد والتهديد من الآباء والأمهات تجاه أطفالهم لقيامهم ببعض الأعمال مما يسبب للطفل التردد والخوف، كذلك التهديد يبعث لديهم الشعور بالخوف وتكون ردود أفعالهم دفاعية فقط.
علاج الخجل الاجتماعي
لقد قدم إلينا العالم ” زيمباردو ” نصائح عديدة للمصابين بالخجل الاجتماعي؛ من اجل التغلب عليه.كما قدم بعض الباحثين حلولا أيضا…. حيث تتلخص النصائح والحلول في الأتي:
- حاول أن تكتب رسالة إلى نفسك عندما تشعر بشعور داخلي حول موضوع معين وتود في التعبير عنه وإذا لم تكن لديك الرغبة في كتابتها فبادر في تسجيليها في شرائط ولا بأس من ذلك.
- حاول أن تتخيل بنفسك مواقف قد تسبب لديك الشعور بالقلق والارتباك والاحراج وحاول على الوجه الآخر أن تفكر في حلول واحتمالات للتخلص من هذه المشكلة وما سوف تفعله تجاهها، واستمر على هذا النحو يوميا ولمدة أسبوع كامل.
- احمل معك كتابا أو شيئا يلفت الانتباه تجاه الآخرين ويثير فضولهم وكن جاهزا بالرد على أي استفسارات أو ملاحظات تقدمها إليهم.
- حاول أن تكتسب ثقتك بنفسك لوحك دون أي مساعدات خارجية من خلال كتابة نقاط ضعفك – كما تراها- في عمود وفي المقابل وأمام كل نقطة اكتب نقطة القوة البديلة لها.
- يجب أن تجعل الوسط المحيط بك ينعم بالهدوء والاستقرار والطمأنينة وبالتالي فان هذا الهدوء سينعكس على نفسيتك بصورة ايجابية فيشعرك بالراحة والتغلب على المشكلة الجسدية أو الحالة النفسية.