social-phobia

هل يرفض طفلك أن يجلس معك وسط تجمع من الاصدقاء ؟

هل يشعر بالخجل فى وجود الأخرين و لا يستطيع أن يتحدث اليك أو يطلب منك شىء حال وجود أشخاص من خارج نطاق الاسرة ؟

هل لديك صديق أو قريب يتوارى عن الظهور فى المناسبات الاجتماعية و التجمعات و الرحلات ؟؟

ربما تكون أنت من يعانى كل ذلك و ربما أكثر !!! … عن اضطراب الرهاب الإجتماعى نتحدث ..

ما هو الرهاب الاجتماعى ؟؟

هو اضطراب ونوع من المخاوف غير المبررة تظهر عند قيام الشخص بالحديث أو عمل شيء أمام مجموعة من الناس، مثل المناسبات أو قاعات الدرس أو التقدم للإمامة في الصلاة وفي المواقف التي يشعر فيها الشخص أنه تحت المجهر وأن الكل ينظر إليه، فيخاف أن يظهر عليه الخجل أو الخوف أو أن يخطيء أو يتلعثم مما يؤدي به للارتجاف والخفقان وضيق التنفس وجفاف الحلق والتعرق… الخ.

عندما تحدث هذه الأعراض في موقف ما فإن المرء يخاف ويتجنب تلك المواقف و المواقف التى قد تؤدى اليها مما يزيد من مخاوفه ويضعف ثقته بنفسه، فيجعله عرضة لهذه المشاعر في المستقبل مما يزيد الحالة سوءاً وتعقيداً.

يبدأ اضطراب الرهاب الاجتماعى في سن الطفولة أو فى بداية المراهقة حيث تبدأ معظم الحالات في الظهور عند سن الخامسة عشرة تقريباً.

هناك مرحلتين يكثر فيهما ظهور الرهاب الاجتماعى و هما :

  • ما قبل المدرسة : و يكون على شكل خوف من الغرباء او رفض التعامل معهم و عدم التجاوب مع اى شخص خارج نطاق الاسرة.
  • الفترة العمرية بين 12-17 سنة : و تكون مظاهر الرهاب الاجتماعى على شكل مخاوف من النقد والتقويم الاجتماعي.

[box type=”shadow” ]تندر الإصابة بالرهاب الاجتماعى بعد سن الخامسة والعشرين من العمر[/box]

أسباب الرهاب الإجتماعى :

[box type=”shadow” ]كافة اسباب الرهاب الاجتماعى ترتبط بما يتعرض له الطفل خلال سنوات عمره الاولى من مؤثرات مختلفة[/box]

 

  1. التنشئة الخاطئة للفرد خاصة في المجتمعات التي يسودها التحفظ أو تطغى عليها الأبوية والتسلط فينشأ الفرد وهو يراقب كل حركاته وسكناته، فهذه نتيجة حتمية للتخويف من الناس ومن المجتمع كأن يقول له أبويه : “حذار أن يراك الناس و أنت تفعل كذا ” فلا يتصرف بكامل الحرية ولا تكون له الإرادة المطلقة في هذا التصرف ولكن يبقى يراقب أعين المجتمع باستمرار وهكذا ينبت ورم الرهاب الاجتماعي.
  2. التعنيف اللفظي والجسدي المبالغ فيه سواء داخل الأسرة أو في المجتمع او فى في المدرسة مما يزيد الأمر تعقيدا.
  3. عدم الاهتمام بتنمية ثقة الطفل بنفسه . بل ربما يقوم بعض الاباء أو الامهات بما يجعل الطفل يفقد ثقته بنفسه تماما خلال سنوات عمره الاولى بأن يكثروا من توجيه اللوم له على كل كبيرة و صغيرة يقوم بها . او التحقير من شأنه امام ضيوف المنزل دون أى مراعاة للمشاعر البريئة خاصة في فترة الطفولة وخلال العشر سنوات الأولى من العمر وخلال سنين المراهقة
  4. السخرية من بعض سلوكيات الطفل الخارجة عن ارادته مثل التبول اللا ارادى او عدم القدرة على نطق بعض الحروف بصورة سليمة . بعض الاباء او الامهات يجعلون من ذلك مادة للتندر و الضحك مما يضر بنفسية الطفل ضررا بالغا ويؤدى الى ظهور الخجل المبالغ فيه خاصة أمام الناس بمعنى أن يصير الفرد ينظر إلى نفسه نظرة دونية ومن هنا يبدأ الداء الذى قد يستمر معه سنوات طويلة ربما تمتد لتغطى عمره بالكامل.

مضاعفات الرهاب الاجتماعى:

أخطر مضاعفات الرهاب الاجتماعى أن ينشأ قلق عام تنطبع به شخصية الفرد دون معرفة أي سبب له ثم يولد ذلك حب الفرد للعزلة والانطواء على النفس ويدخل الفرد في صراع مع نفسه لا يدري له أي مبرر مما يؤثر على حياته بالكامل .

كيف تحمى أطفالك من الاصابة بالرهاب الاجتماعى :-

  • المعاملة الحسنة و عدم اللجوء الى استخدام العنف اللفظى او الجسدى.
  • الحاق الاطفال فى سن مبكرة بأنشطة رياضية او اجتماعية يتواجد بها اطفال قريبين منهم فى السن.
  • اصطحاب الاطفال فى الزيارات الاسرية سواء كانت الى منزل صديق او مكان عام أو رحلة تتجمع فيها الاسر و أطفالهم معا .
  • ربما يظهر الطفل مانعة لذلك فى بادىء الامر لكن مع الوقت و ببعض من الموائمة سيتعود الأمر و سيصبح طبيعيا جدا .
  • احكى لطفلك قصص عن الاطفال الشجعان الذين يزورون أقاربهم و اصدقائهم و يلعبون الكرة معهم.
  • تشجيع الطفل عن طريق شراء الحلوى المفضلة له او لعبة عندما يجلس معك برفقة اخرين و يمد يده لمصافحتهم

هذا عن الأطفال .. فماذا عن الكبار ممن تقدم بهم السن و لا زالوا يعيشون فى شبح الخجل من المحيط الخارجى بكل ما فيه ….

هناك عدة وسائل للتقليل من القلق العام الذى ينتاب الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعى منها :-

  • لو انك تخجل من ان تؤدى عملك فى وجود الاخرين فكل ما عليك ان تجلس مسترخيا و تتخيل انك بالفعل تقوم بالعمل و الى جوارك زميلك أو أكثر و انك توضح لهم ما تقوم به .حاول ان تتخيل ذلك و كرره مرة أو مرتين فى خيالك .
  • تخيل ايضا انك تقوم بعملك و الى جوارك مجموعة من الزملاء يشيدون بما تفعله .
  • تخيل انك تقوم بعملك و الى جوارك زميل يلقى بعض النكات فينخرط الجميع فى الضحك .

imagesالرهاب الاجتماعى,العزلة,الانطوائية

 

مجرد تخيلك لهذه المواقف عدة مرات و معايشتك لها كأنها أمر واقع سيكون لها اثر كبير سينعكس عليك عندما تقوم بها فى الواقع و ربما تتعجب لنفسك عندما تلاحظ انك تؤدى نفس العمل و انت غير متوتر و لا تشعر بالقلق لأن الاخرين ينظرون اليك .

[box type=”note” ]اذا كانت هناك مواقف معينة يصيبك فيها الحرج و الارتباك بسبب تعقيد الموقف و كثيرة تفاصيله و انك تكون مطالب باداء عمل كبير او كثر التفاصيل مثال : تنظيم حفل ضخم أو الاشراف عليه .. بدلا من أن تتهرب من المهمة … فى هذه الحالة من المناسب جدا أن تبدأ بالاعداد و التجهيز المبكر لهذا العمل بحيث تتخلص من اكبر قدر ممكن من التفاصيل المعقدة قبل ظهور العمل امام الناس و عندما تأتى ساعة المواجهة تكون بالفعل قد انهيت كل ما يساعدك و يدعمك و يجعلك تواجه الموقف بكل قوة و ثبات[/box]

فى الحالات الشديدة المستعصية التى لا تستجيب لتلك الوسائل :

يجب الذهاب للطبيب النفسى ربما يكون الشخص – سواء كان طفلا او كبيرا – ربما يكون فى حاجة فى حاجة الى بعض العلاجات المساعدة بالاضافة الى جلسات العلاج السلوكى و التى كثيرا ما تساعد على تحسن هذه الحالات .

و ختاما .. نكون قد استعرضنا خلال هذا المقال موضوع فى غاية الاهمية يؤثر على حياة الفرد و المجتمع و أوضحنا الاسباب الرئيسية المؤدية الى الاصابة بالرهاب الاجتماعى مع بيان كيفية الوقاية و سبل التداوى منه للاطفال أو الكبار.

و الأن .. هل لا زلت ترى أن الرهاب الاجتماعى لا زال يمثل عائقاً أمامك كى تنخرط وسط أفراد المجتمع و تندمج فى الحياة ؟؟

للمزيد من المعلومات عن الرهاب الاجتماعى اضغط هنا

مع خالص تمنياتنا للجميع بالصحة و السعادة …