يعتبر جسم الإنسان على بساطة شكله هو واحداً من أكثر و أشد الكائنات تعقيدا فهو يجمع بين الخواص الجسدية و النفسية و الروحانية فى آن واحد . لو أنك بحثت فى أى دورية علمية أو حتى تحدثت مع متخصص عن حقيقة جسم الإنسان و كيف يؤدى الجسم وظائفه المختلفة ستجد كم هائل من المعلومات و كلما استمريت و تعمقت فى البحث أكثر و أكثر وجدت كم هائل غير نهائى من الحقائق و المعلومات التى تكشف لك طبيعة جسم الإنسان و كيف يعمل .
و نحن من خلال موقع تداووا سنصحبكم فى جولة ثقافة صحية نحاول اختصارها قدر الإمكان لنتعرف من خلالها على أجهزة جسم الإنسان المختلفة و الأعضاء المكونة لكل جهاز و كيف تعمل الأجهزة معاً فى تناسق و تناغم .
و خلال هذه السلسلة للثقافة الصحية سنتعرض لبيان و شرح و توضيح أشهر العلل و الأمراض التى قد تصيب كل من اجهزة الجسم و توضيح سبب الخلل و الاعراض و المضاعفات و طرق التداوى .
و نظراً لأن هذا المقال هو بمثابة مقدمة لسلسلة المقالات القادمة لذا سنكتفى فيه بعرض معلومات مبسطة كالتالى :
مما يتكون جسم الإنسان ؟
يمكن تقسيم مكونات جسم الإنسان بأكثر من طريقة :
أجهزة الجسم
- الجهاز الهضمى
- الجهاز التنفسى
- الجهاز العصبى
- الجهاز الدورى
- الجهاز العضلى الحركى
- الجهاز البولى
- الجهاز التناسلى
أنسجة الجسم
- النسيج الطلائى
- النسيج الضام
- النسيج العضلى
- النسيج العصبى
و نظراً لعدم شيوع التصنيف بناءا على توزيع الأنسجة فى الجسم لذا سنعتمد على التصنيف القائم على تعدد أجهزة الجسم .
جدير بالذكر ان كل جهاز يقوم بوظيفة كبرى يندرج تحتها عدد من الوظائف الفرعية و التى هى مسئولية كل عضو من أعضاء هذا الجهاز فعلى سبيل المثال نجد أن الجهاز الهضمى يقوم بدور الهضم و الإمتصاص للطعام الذى يتناوله الإنسان بالاضافة الى التخلص من الفضلات الناتجة عن هضم الطعام .
و نظرا لأن عملية الهضم و الامتصاص هى عملية كبيرة و معقدة فإنها تنقسم إلى عدة عمليات أصغر و أدق و يكون مسئولا عن كل جزء فيها عضو معين من الأعضاء المكونة للجهاز الهضمى .
تقسيم الادوار بين الأعضاء المختلفة داخل كل من أجهزة الجسم
عندما يتناول الإنسان طعامه يبدأ مرحلة مضغ الطعام فى الم و مزجه باللعاب و لمن لا يعرف فإن هذا اللعاب به إنزيمات هاضمة ثم يتم بلع الطعام ليمر عبر قناة أنبوبية عضلية تعرف بإسم المرىء تصل حتى المعدة و التى تقوم بدورها بالمزيد من هضم الطعام بعد مزجه بعصارات هاضمة معينة فى مقدمتها حمض الهيدروكلورايد .
كذلك تقوم المعدة بجزء من عملية الإمتصاص لبعض المكونات الغذائية و منها عنصر الحديد الموجود فى الطعام أو بعض العلاجات.
بعد مرور الطعام فى المعدة و مزجه بعصاراتها الهاضمة ، ينتقل الطعام بعد ذلك الى الإثنى عشر حيث يتم مزجه بالمزيد من العصارات و الانزيمات الهاضمة التى تعمل على تحلل و تفكيك البروتينات و الدهون المعقدة إلى جزئيات أصغر يسهل هضمها و امتصاصها عبر خملات تلك الأمعاء و التى سنتحدث عنها تفصيلاً و كيف أنها مهيئة لإمتصاص كافة عناصر الطعام .
و بعد الإمتصاص ، ثم تعبر نواتج الإمتصاص من تلك الخملات الدقيقة عبر الشبكة الوريدية المعروفة بإسم الوريد البابى الذى يحمل نواتج الغذاء من الأمعاء نحو الكبد .
يقوم الكبد بدور معمل الكيمياء فى الجسم حيث يعمل على إجراء تعديلات كيميائية فى تركيب بعض الجزيئات التى تصل اليه كى تتلائم مع الصورة التى يمكن للجسم الاستفادة منها كما يقوم فى الوقت ذاته بالتخلص من المواد ذات الخواص الضارة أو السامة فيلقى بها إلى الأمعاء من خلال الحوصلة المرارية و العصارة الصفراوية و من ثم يتاح للجسم التخلص منها عبر فضلات الأمعاء .
أما عن نواتج عمل الكبد فتخرج من الكبد مع تيار الدم عبر ما يعرف بالأوردة الكبدية لتنتقل إلى الدورة الدموية الرئيسية تحديدا القلب و الذى يقوم بدور المضخة الرئيسية فى الجسم كله ناقلاً المواد الغذائية التى تصله من الكبد الى كافة أنحاء الجسم ليتغذى بها و يحقق الفائدة منها .
كان ذلك مثال بسيط و مجرد مدخل لسلسلة مقالات ننشرها على موقع تداووا لإمداد القارىء الكريم بما يبحث عن من معلومات تتعلق بصحته العامة و تركيب الجسم .
و فى حال رغبتكم فى الاستفسار عن أى شىء يتعلق بالمقال يمكنكم كتابة التعليق أسفل و سنقوم بالرد على كافة اسئلتكم و استفساراتكم .
مع خالص تمنياتنا للجميع بالصحة و السعادة .