حالة الكسل و الإرهاق و التعب المستمر أصبحت شائعة بين الرجال و السيدات بل و الشباب أيضاً و كثيرا ما يكون السبب هو الاصابة بطاقة سلبية او شحنة كبيرة من الإحباط المكثف تجعل الجسد فى حالة خمول دائم دون سبب واضح .

و هذه الحالة تؤثر على الفرد فى اداءه لعمله و تعامله مع كافة عناصر البيئة المحيطة به سواء الاسرة و الاصدقاء او كافة مناحى الحياة .

و يرى الأطباء أن الارهاق و الخمول أصبحا من أكثر الشكاوى الشائعة خلال السنوات الأخيرة حيث يشكو واحد من كل خمسة أشخاص بتعب و ارهاق غير عادى و يشعر واحد من بين كل عشرة اشخاص بالارهاق و الخمول بشكل يدوم لفترات طويلة و من بين كل هؤلاء قد لا تجد واحداً منهم يشكو مرض جسدى واضح و يكون الأمر فى النهاية مرده إلى تراكم الضغوط النفسية و الأعباء الحياتية دون وجود سند أو معين .

و جدير بالذكر فى هذا السياق ضرورة إجراء فحوصات طبية شاملة من تحاليل صورة الدم و تحاليل وظائف الاعضاء المختلفة مثل الكبد و الكلى للتأكد من عدم وجود مرض عضوى قبل الشروع فى علاج الحالة .

هناك اسباب عضوية كثيرة منها امراض الكيد و الكلى و الغدة الدرية و زيادة الوزن او فقدانه بالنسبة للنساء هناك أحوال خاصة تسبب لهن المزيد من الشعور بالتعب او الخمول او حتى الضيق و اشهرها فترة الدورة الشهرية كذلك فترة الحمل الأولى تحديد ( أول 12 اسبوع من الحمل )

و فى حال التأكد من أن السبب نفسى ينصح الأطباء فى هذه الحالة بالابتعاد الفورى عن كل ما يمثل لك ضغط فى المحيط من حولك و فى الوقت ذاته يجب التوقف عن التفكير فى الامور السلبية مثلا ماذا سيحدث اذا تركت العمل ؟ و ماذا سيحدث اذا لم استطع الوفاء بالاعباء و الالتزامات المادية الشهر القادم ؟ فلا تجعل تلك الأفكار المستقبلية تسيطر على افكارك طيلة الوقت لانها تستنزفك بشدة من الداخل فضلا عن أنها تحملك من الهموم ما لم يحدث من الاساس .

و يؤكد الأطباء ان التعب و الارهاق النفسى أكثر شيوعا بكثير عن الارهاق الناتج عن امراض عضوية و يتميز هذا النوع من الارهاق ( الارهاق النفسى ) انه غالبا ما يكون مصحوبا بالقلق و الذى يؤدى للأرق حيث يعانى الشخص و يكابد الساعات الطويلة فى فراشه طيلة الليل على أمل دقائق قليلة من النوم و من ثم يعانى من انخفاض حاد فى مستويات الطاقة و القدرة على القيام بأى أعمال مهما كانت بسيطة .

و فى سياق متصل يرى البعض ان الاحداث الايجابية مثل وظيفة جديدة او الزواج او الانتقال للسكن فى مكان جديد قد يكون سبب فى بعض الارهاق النفسى لكنه يكون بسيطا و لا يدوم طويلاً فى حال الاحداث الايجابية مقارنة بالأمور السلبية .

و ختاماً اذا كنت تشعر بالارهاق بشكل زائد عن الطبيعى او بدون سبب واضح فعليك باستشارة الطبيب المتخصص و الذى سيقرر طبيعة حالتك و اوجه التعامل المناسب كى تسعد بحياتك و تستمتع بأيام عمرك بدلاً من أن تخسرها فى الألم و المعاناة .